غياب النَّقد عن مناهج التَّربية جرف هار


مقدمة:
نسمع في الفترة الأخيرة من حولنا النداءات بضرورة الحوار والإصغاء للطرف الآخر، وهذا يعد نقطة إيجابية لابد من الرجوع إليها من وقت لآخر لتحقيق جو نقدي حواري بنَّاء بين وجهات النظر المختلفة سواء المتباينة أو المتقاربة لتصحيح الرؤى والأفكار المتطرفة.

وعند تتبع صور الحوار والنقد في التَّربية الإسلاميَّة نجد أنها تأخذ ثلاث صور الحوار مع النفس ومحاسبتها، الحوار الجماعي وفق الاجتهاد مبدأ "التعاون في الاتفاق والاعتذار في الاختلاف"، حوار المسلمين مع غيرهم لإعمار الكون.

وللنقد أهمية بالغة في التَّربية فهو يرتبط بشكل مباشر بالفكر فيحرك ويوجه السلوك؛ بحيث يسعى إلى تفسير الأحداث ومتابعتها من خلال الأسئلة المنظمة والخلوص إلى نتائج تناقش العقل لإعطائه دوره الحقيقي في اتخاذ القرار بشكل إيجابي يعتمد على الفكر والابتكار بعيداً عن التبعية؛ ليتمكن من معالجة المستجدات من حوله ولا يتم هذا إلا من خلال تطوير الوعي لطرق النقد, والتدريب على تقبل الملاحظات واحترام الطرف الآخر، والتدريب على فَنّ الإصغاء، هذه الأمور تحقق قيادة السلوكيات التي تساهم في تحقيق الغايات البناءة للفكر بعيداً عن الانفعال, لمحاربة التطرف والجهل والتقليد والتبعية وغيرها مما يربك حركة الانطلاق الفكري والتربوي.

وفي المقابل إذا لم ندرب المتعلمين على نقد الأشياء والسلوكيات والأفكار من جهة وتقبلهم للنقد بتقويم القصور وتدعيم الإيجابيات من قبل الآخرين من جهة أخرى؛ فلا نستغرب وجود جيل من المتعلمين يتسم بالسطحية، فيفسر الأشياء بطريقة تفقد بعد النظر والعمق، كما سيتسم هذا الجيل بعدم القدرة على التعبير عن متطلباته وآماله، فيكون بذلك مسير وواقع تحت سيطرة الأعداء وضمن مخططات الطامعين.


القضية:
انت كمعلم/ معلمة تربية فنية كيف يستطيع المعلم إستحداث النقد التربوي والفني ضمن دروس التربية الفنية؟ وماهي مجالاته، وماهي طرق تنميته؟ وكيف ندرب طلابنا على تلك الطرق والآليات؟.