دور مدرس التربية الفنية


إن دور مدرس التربية الفنية في الحياة المدرسية دوراً هاما ومسئولية تتصدى لبناء الأذواق وتعمد ذوي المواهب بالرعاية لخلق فناني المستقبل ، كما أن مسئوليته تسهم في بناء الشخصيات من خلال العمليات الخلاقة التي تتاح للناشئ ، حيث أن الابداع والابتكار يطلق استعدادات الأفراد وينمي بشخصياتهم ويحقق الكثير لأمتهم بل وللعالم إذا وصلت مساهمتهم إلى مستوى المدينة جمعاء ، والزمن المتاح للتربية الفنية في التعليم ضئيل ولا يتناسب مع التطلعات والأهداف المنوطة من هذه المدة .

وهذا الزمن المتاح إذا ضاع سدى نتيجة سوء وتخطيط المعلم لمادته فإن الجناية الناتجة عن ذلك انتاج أفراد غير ذواقين بعيون مغلقة ، ولا يمثلون في حقيقة الأمر إلا أعداد للمدينة لأن أي سلوك يسلكونه سيكون نابيا لا ذوق فيه ولا حس ولا إدراك للجمال ، فتتحول بيئتهم إلى قبح يعكسونه على غيرهم ، فيسيئون لهم الحياة ، ويكفرونهم فيها .

والزمن الضئيل المتاح قد أتى بعائد كبير لو أحسن تخطيطه فمجموع ساعات العام الدراسي يمكن تخطيطها من البداية إلى النهاية ، بحيث تنطوي على خبرات فنية متنوعة يكتسبها التلميذ ، فيزداد نموه في اتجاهات مختلفة .

كما أن كل ساعة من الساعات وهي تتاح عادة لدرس يمكن تخطيطها من بداية دخول التلاميذ للحصة حتى نهايتها ، توقيت للشرح والعرض وزمن للإنتاج والممارسة ووقت للتوجيه والتعليق والنقد وتبادل الفكر .

إن التربية الفنية إذا حولت خطط تضمن تواصل الخبرات وترابطها وتنعكس نتائجها حتما على الحياة ، وعلى تحسين مستواها الجمالي .

فليخطط المعلم لخبراته مع التلاميذ ، يخطط حديثه لهم وما يعرضه عليهم من نماذج وما يقوله ليشعل حماسهم ويستغله من خلال فترات نموهم الحية التي تتقبل الكثير والكثير وتستوعبه ليكون رصيداً يجابهون به المستقبل بخطى ثابتة وذوق رفيع .

إن المدنية تعتمد كل الاعتماد على رعاية الحواس وتهذيبها ، والتربية الفنية إحدى الوسائل لهذه الرعاية فهي دعامة المدينة والرقي ومن خلالها يتمدن المتعلم فيصل بصقل حواسه إلى عضو فعال في هذه المدينة والتي يتوقع أن يضيف إليها في مستقبله بقدر نمو قدراته الإبداعية . |26|


منقول من منتدى التربوي