• المراحل التاريخية لتطور الفن التشكيلى :.

يعود ارتباط الفن بالإنسان إلى ماقبل التاريخ إلى ( العصر الحجرى –
(Prehistorical period ) وسبب ذلك هو الدور الكبير والمهم للفن حيث كان ومازال المرأة التى تنعكس من خلالها حياة الشعوب وحضاراتهم بكل جوانبها ومفرداتها من معتقدات وعقائد وحياة إجتماعية وغيرها ؛ ويتجلى ذلك واضحا من خلال القيم التى تضمنتها تلك الفنون من قيم جمالية وأخلاقية ودينية و........
إن لطبيعة الحياة ومستوى تحضرها ورقيها دور كبير فى تشكيل وبناء مقومات كل فن لذلك وجدنا فى ( الفن البدائى ) أن العمل الفنى سعى لقيمة تعبيرية أكثر من القيمة الجمالية ؛ فنجد أن الفن البدائى يتسم بغاية نفعية أكثر منها جمالية ؛ وإن ماجاء منها جمالى فهو بطريق الصدفة ؛ ووجدنا ذلك واضحا عندما رسم الفنان البدائى الحيوانات ومناظر الصيد ؛ فلم يعتمد على قواعد المنظور والظل والنور ؛ بل أكد على إبراز الجانب التعبيرى من خلال رسوم الصراع بينه وبين تلك الحيوانات وكيفية السيطرة عليها ...
ومن جانب أخر نجد كيف استخدم الفنان البدائى الرموز كدلالات عبر بها عن أشياء مرئية وأشياء لامرئية فى العالم الأخر ؛ وبتطور الإنسان البدائى طور أيضا فى تلك الرموز وفى تشكيلاتها حتى أصبحت تكوينات رمزية مفردة أو مكررة ؛ رأينا الكثير منها على جدران الكهوف وجلود الحيوانات والأدوات الحربية ونجد فيما بعد كيف كان لهذة الرموز وهذا الفن البدائى أثره الواضح فى بعض المدارس والمذاهب الفنية الحديثة كالوحشية والرمزية والتجريدية ....
عند الحديث عن تطور الفنون التشكيلية عبر التاريخ لابد من الإشارة والتوقف عند ( الفن الزنجى ) ذلك الفن الذى بدأ منذ ألفى عام تقريبا ؛ وقد تميز بارتباطه بالأساطير والعقيدة السحرية ( Animism ) حيث تضمن الفن الزنجى قيمة نفعية اتسمت بالوظيفية السحرية للوقاية من الأرواح الشريرة ؛ باعتماد هذا الفن على التجريد والتحوير والتحريف فى الأشكال الطبيعية والزخرفية حتى درجة التشويه وإثارة الرهبة ؛ وتمثل ذلك من خلال التماثيل والأقنعة ؛ أما القيمة الجمالية فى الفن الزنجى فلما يظهر الاهتمام بها إلا فى بدايات القرن التاسع عشر على يد رواد الفن الحديث أمثال
غوغان وماتيس وغيرهم ....
أما فى فنون الحضارات القديمة مع مرور الزمن ودخول الشعوب فى مراحل متقدمة حضاريا كحضارات الشرق المصرية والرافدية بالإضافة إلى حضارات الغرب كالحضارة
الإغريقية والرومانية ...
فى هذة الحضارات القديمة نجد أن وظيفة الفن قد تغيرت عما كانت عليه فى الفن البدائى والفن الزنجى ؛ فبعد أن كان الفنان البدائى ملتزما فى تعبيره الفنى عن الموضوعات التى سادت فى تلك الفترة كالأساطير الدينية والعقائد السحرية ؛ أصبح فنان الحضارات القديمة متجاوزا لتلك المرحلة ؛ ليعبر فى مواضيعه الفنية عن مرحلة شعب وأمة بأكملها وبالتالى تجاوزت مواضيعه تلك الطقوس السحرية والديانات البدائية ليعبر عن الحياة العامة للشعب بكافة جوانبها اجتماعية وإقتصادية وفكرية ودينية و....
وفى المراحل المتأخرة من هذة الحضارات القديمة ؛ لابد من الإشارة إلى أن ظهور الديانات السماوية كان لها الأثر الكبير والواضح فى طبيعة الفن ومواضيعه الذى كان ينجزه فنان تلك المرحلة ...
مع تطور الزمن واندثار الحضارات القديمة دخلت أوروبا فى العصور الوسطى التى وصفت بعصور الظلام والانحطاط ؛ ولم تستطع أوروبا أن تصحو من سباتها إلا فى عصر النهضة ؛ ذلك العصر الذى بلغ قمته وزهوته فى القرن السادس عشر الميلادى ..


منقول