السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


يخلط كثير من الناس بين مفهوم التربية الفنية والتربية عن طريق الفن. فالتربية عن طريق الفن اتجاه وفلسفة للتربية الفنية ظهرت كإحدى الفلسفات التي مرت بها التربية الفنية قبل أن تصل إلى الفلسفة التنظيمية كما في وقتنا الحالي والتي تقوم على المجالات الأربع ( تاريخ الفن – علم الجمال – الإنتاج الفني – النقد الفني).
والتربية عن طريق الفن طبقت وأخذت موقعها في تاريخ فلسفات التربية الفنية ولم تدم طويلاً، وكانت تهدف إلى تعليم الأطفال المهارات الأساسية الحياتية ( القراءة والكتابة والحساب) عن طريق ممارسة الفن، فلم يدرس فيها الفن لأجل أن يكون فنانا مثلاً بل درس لتحقيق أهداف وغايات أخرى كأن نربي الطفل إنسانيا لكي يقرأ ويكتب ويحسب عن طريق ممارسته للفن.
(ورائد هذه الفلسفة الأديب والفيلسوف الانجليزي هيربرت ريد وقد ألف كتاب عن هذا التوجه بعنوان ( التربية عن طريق الفن))*1.
بينما (ترتكز التربية الفنية على النمو الجمالي والإبداعي لدى الأفراد بحيث ينعكس هذا النمو على سلوكهم حينما يصدرون قراراتهم في الاختيار والتفضيل للصيغ الجمالية، في كل ما يحيط بهم من سلع تخضع لمقومات الجمال، والإبداع الفني، وهذا النمو يحتاج إلى تمرس وإلى الانغماس في النشاط الإبداعي، ومعانات مشكلاته، ونتائجه، ليستخلص الفرد المعاني المختلفة وراء هذه المعاناة)*2



*1 (المسعري، ناصر، مناهج وطرق تدريس التربية الفنية واتجاهاتها الحديثة في التعليم العام، دار الصميعي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2009).
*2 (الحيلة،محمد، التربية الفنية وأساليب تدريسها،دار المسيرة للنشر، الطبعة الثالثة، 2008).