خلل في إحساسنا بالجمال

للكاتب :
د. أحمد محمد اللويمي
صحيفة اليومالخميس 28 ذو الحجة 1432


تعد التربية الفنية في التعليم العام من العلوم التربوية التأسيسية التي لها الدور الفعال في خلق النسيج بين العلوم التي يستهدف التعليم العام بناءها في البنية العلمية للطالب. ان الحس الجمالي والذوق وتنمية الحس والذكاء العلمي اساس لا مفر منه في التعاطي مع المعارف المختلفة سواء العلمية منها كالرياضيات والفيزياء والاحياء والادبية والدينية كالادب والتفسير والتجويد. ان الآلة التي تمتلك القابلية في تحفيز الحس الجمالي وتحريك قدرة الابداع وحس الابتكار وحشد طاقة الخيال هي التربية الفنية. اذا كانت العلوم المختلفة جسدا فلا بد ان تكون التربية الفنية الروح المحرك لذلك الجسم. بالرغم من هذه المحورية للتربية الفنية شهد هذا المقرر اهمالا على مستوى توفر المناهج المناسبة ولامبالاة دائمة لمدرسي التربية الفنية من قبل ادارات التعليم والمدارس والذي ادى الى تسرب شعور اللامبالاة بالفنية الى المجتمع.
بجانب معاناة معلم الفنية في تدريس مادة لا تلقى اهتمام الادارة والطالب وولي الامر ينظر اليه انه معلم عاطل يجب ان يشغل وقته في صيانة مرافق المدرسة او انجاز قضايا جانبية. والاعجب من هذا مطالبة ادارة التعليم المدرسة بمعرض فني في كل عام. فكيف ولماذا يا ترى؟
ففي دراسته الميدانية يؤكد الباحث الدكتور عبدالله الشهري في بحثه (واقع التربية الفنية بالتعليم العام بالمملكة) حالة الفوضى التي تعيشها التربية الفنية في خططها التطبيقية. فبعد اعوام من التدريس الشفهي اللامنهجي تطل علينا اخيرا مناهج فاخرة للفنية على مختلف مستويات التعليم. ولكن ماذا يفعل مدرس الفنية بهذا المنهج الملون الجميل الذي لا يمكن ان يرى محتواه التطبيق إلا من خلال ورشة متكاملة العدة والعدد، واين تلك الورشة يا حسرة؟ فبجانب معاناة معلم الفنية في تدريس مادة لا تلقى اهتمام الادارة والطالب وولي الامر ينظر اليه انه معلم عاطل يجب ان يشغل وقته في صيانة مرافق المدرسة او انجاز قضايا جانبية. والاعجب من هذا مطالبة ادارة التعليم المدرسة بمعرض فني في كل عام. فكيف ولماذا يا ترى؟ فلا عجب ولا غرابة ان تتحنط اهداف التربية الفنية التي اريد لها ان تكون المحرك والمطور للحس الجمالي واستكشاف المواهب الكامنة في المناهج الجديدة. الحضارة الاسلامية التي ابدعت هذا التراث الفني العلمي في عمارتها الرائعة والخلابة وفي ركام الكتب العلمية والادبية المختلفة التي طالما تشدقنا بفضلها على الحضارة الغربية، لا نرى انفسنا إلا غرباء امام روعتها ناكرين لجمالها. فهل هذا ما تريده التربية والتعليم لاجيالنا وهل هذا حقا سبيلنا لفهم حضارتنا؟.