موضوع منقول للاهمية للباحث نزار العبد الجبار





جاوان أو عين جاوان [1] من أهم المستوطنات والمواقع الأثرية في المنطقة الشرقية التي تعود إلى الفترة الهلينستية، ولم يلقَ الموقع اهتماما من المهتمين أو الباحثين فالدراسات التي تمت للموقع ومعثوراته قليلة وقديمة وتحتاج إلى تجديد في الدراسة لمقارنتها مع الاكتشافات الحديثة في المنطقة. وكذلك لم يجرَ عمل آثاري منظم في الموقع سوى الكشف عن الضريح (المدفن) الذي سوف نتحدث عنه فيما بعد، وكذلك عمل مجسات اختبار من قبل إدارة الآثار أثناء المسح الأثري، والموقع يقع بين مدينتي صفوى ورأس تنورة، ويحتوي الموقع على سبع طبقات أثرية متمثلة في ثلاث مراحل استيطانية، والموقع مستوطنة كبيرة ولا يضاهيه في الحجم سوى ثاج وجنوب الظهران. يتبع هذا الموقع الآن لمنطقة عسكرية؛ مما جعل العمل الأثري صعباً.وتعود بداية اكتشاف الموقع إلى عام 1943م عندما بدأ بناء مصفاة تكرير النفط في رأس تنورة واختير موقع عين جاوان الواقع وسط سبخة «مقلعاً يؤخذ منه الركام لصنع الأسمنت للمصفاة» وقد سبب هذا زيارات متكررة من قبل شركة أرامكو وموظفيها والمهتمين بالآثار للموقع والتجوال فيه. زار الموقع بعض من الأجانب منهم ديكسون وفيدال والمهندس بووين الذي كان مقيماً في رأس تنورة والقريبة من جاوان وقام بزيارات متكررة خلال الأعوام الثلاثة 1945-1947م إلى عين جاوان سجّل معلومات قيمة عن المعالم الأثرية والمدافن والفخار في الموقع.المكتشفات الأثرية:


ويمكن أن تقسم المكتشفات واللقي الأثرية حتى الآن إلى:1- المقبرة أو الضريح المكتشف عام 1952م، وسوف نتحدث عنه بالتفصيل فيما بعد.2- الفخار: لقد وجد في الموقع على مجموعات من الفخار المتنوع والمتميز والذي يعود أكثره إلى الفترة الهلينستية منه الفخار المطلي، وغير المطلي، والمزجج، وكذلك الأواني الحجرية. وقد تمت دراسة الفخار.3- العملات: تم الكشف عن مجموعة لا بأس وتعود إلى الفترة الهلينستية، وكلها ملتقطات سطحية، وأغلبها ذات سك محلي بالمنطقة، والبعض منها ما كان متداول في الشرق الأدنى القديم، وقام الدكتور بوتس في كتابه «مسكوكات ما قبل الإسلام في شرق الجزيرة العربية» بوصف الكثير من تلك العملات.4- النقوش: تم الكشف عن بعض من النقوش الكتابية بالخط المسند باللهجة الحسائية، ومنها ما كشفه العمال المشتغلون في عام 1945م عن نقش جنائزي وقد تكسر بعض أجزائه وهو دليل قوي على وجود مدافن بالموقع، وكذلك وجد نقش آخر قراءته ما يلي:
شاهد وقبر غثم بنت
عمرت بن تحيو من
العشيرة عور
من القبيلة شوذب فقيدة
كما وجد نقش في عام 1386هـ بمدينة العوامية وهو آرامي (وهو من النقوش التي يندر وجودها في المنطقة) والنقش مهم فهو يسجل أرقاماً وإقامة عيد ودفع نقود وذات تأثير باللغة المندية. والنقش لم يدرس بسبب حالته السيئة ولكن يدل على استعمال اللغة الآرامية في المنطقة، ويعتقد أوربما يجزم الدكتور بوتس بأن النقش قد جلب من جاوان [2] .الكشف عن الضريح[3] :
في السادس والعشرين من جمادى الآخرة سنة 1371هـ الموافق 22 مارس 1952م عثر بطريق المصادفة على مبنى في باطن رابية في جاوان التي تقع على بعد 6 كم إلى الشمال من صفوى حيث يقع محجر كانت تستغله آنئذ شركة أرامكو، وقد أبلغ نبأ الاكتشاف في صباح اليوم التالي وقام كاتب ذلك المقال[4] بتحقيق مبدئي. وبعد ثلاثة أيام سنة 1371 الموافق 25 مارس 1952 قامت الشركة بإبلاغ الأمر إلى أمير المنطقة سعود بن عبدالله بن جلوي. ولما كان المبنى يقع داخل منطقة كانت الشركة تعمل فيها فقد طلب الأمير من الشركة أن تقوم بالعمل اللازم وأن تقدم تقريراً عما تتوصل إليه من نتائج. وقد تطلب الجانب الرئيسِ من العمل أربعة أشهر ونصف من أعمال الحفر، وسنة ونصف من الدراسات المختبرية. وقد قدم تقرير عن النتائج الرئيسِية إلى الأمير سعود بن جلوي بتاريخ 18 جمادى الأول سنة 1373 الموافق 23 يناير 1954 وشفع التقرير بالنفائس التي تم استخراجها.وصف العمل (الآثار):
إن المبنى الذي أزيح عنه التراب ضريح (مدفن كبير) يتكون من قاعة كبيرة (أبعادها على وجه التقريب 25 x 70 قدما) وفي وسط هذا الضريح قاعة مستطيلة يؤدى إليها ممر طويل من الجهة الغربية. وتفضي هذه القاعة إلى خمسة كهوف: أحدها في الجهة الشرقية، واثنان في كل من الجهة الجنوبية والشمالية وهنالك مدفن واحد في كل من الكهوف الأربعة الأخيرة بينما يوجد في الكهف الشرقي مدفنان.. وعلى المحيط الخارجي أربعة توابيت أخرى يستند بناؤها على جدار الجزء الرئيسِ من البناء، والضريح مشيد بالحجر الكلسي المحلى المطلي بالحجر من الخارج، أمّا وجهات الجدران من الداخل فتتألف من حجارة كلسية مستطيلة اعتني بقصها واستعمل القليل من الطين في تثبيتها دون أن تبيض.أما المدافن الداخلية فقد كانت بادئ الأمر مغطاة بمربعات كلسية مكسوة بالجص. ثم تعاقبت على هذا الغطاء بالتناوب طبقات أخرى من الحجارة الصغيرة والجص بغية طمس المدافن. وأما المدافن الخارجية فقد غطيت بمربعات كلسية كسيت بالجص.وقد نهب ما في داخل الضريح وعبث بمحتوياته إلى حد كبير منذ زمن بعيد، ولا يستبعد أن يكون ذلك قد جرى بعد بضع سنوات من إتمامه.. إلى ذلك قامت جماعة مجهولة في الفترة ما بين تاريخ الاكتشاف الأخير وبين بدء أعمال الحفر، بهدم طرف الكهف الشرقي وأن كانت لم تسبب ضررا بالغا للبنية الأثرية.ولقد كانت أعمال الحفر داخل الضريح مهبطة للعزيمة إلى حد كبير وذلك نظراً لما كانت عليه الآثار من الفوضى. فلقد عثر على عظام ما يقرب من تسعين هيكلا عظميا، وعلى قطع صغيرة من الزجاج والفخار العادي والمصقول، وعلى سكين دقيقة صغيرة من البرونز وعلى عدة خرزات من الزجاج والحجر. ولقد دل داخل الضريح أنه بني ليتسع لستة أشخاص، وأنه كان قد نهب، وأنه استعمل فيما بعد مستودعا لدفن عظام الموتى. وبعض العظام والزجاج كان قد احرق إلا أن البينة التي توفرت لا يمكن الجزم فيما إذا كان ذلك قد تم تمشيا مع الطقوس الدينية أو كان احتراقا عفويا. وجاوان قريبة جداً من البحر وواقعة تحت تأثير حركات المد والجزر الشديدة وحجرها الكلسي مسامي تماما وهكذا فقد كانت الآثار في بيئة رطبة واستلزم ذلك أن يزاح عنها التراب ببطء شديد. وكانت السطوح المبتلة التي يزاح عنها التراب تترك مكشوفة عدة أسابيع لتجف كما كانت كتل الفضلات تنقل إلى الخارج وتترك عدة أشهر أخرى لتجف أيضا.وتواصلاً إلى معرفة طبقات الرابية وإلى شكل بناء الضريح من الخارج فقد قام الفريق بحفر خندق حول المبنى وأزيح التراب عن التوابيت الأربعة الأخرى دون أي مساس بها. وظلت هذه التوابيت سليمة إلى أن تم حفر الخندق ببلوغ الطبقة الصخرية وقيست جميعاً على وجه الأصول ورسمت وصورت. ويستنتج من أربطة الأغطية أن المدافن الخارجية تم ختمها في وقت واحد تقريباً مع إتمام الضريح الرئيسِي. ولقد شيدت التوابيت الثلاثة الجنوبية من الصخر وأبعادها واحدة على وجه التقريب. إما الشمالي فقد كان أضيق قليلا كما كان جانب منه منحوتا في الصخر.وقد حوى التابوت الشمالي هيكل فتاة تبلغ من العمر 6 سنوات تقريباً، وأما التوابيت الثلاثة الجنوبية فقد حوى كل منها هيكل ذكر بالغ وتتراوح أعمار شاغليها بين 30-60 سنة، وقد دفنت الجثث الثلاث داخل توابيت من الخشب لايمكن معرفة شيء عنه حالياً أكثر من القول بأنه يختلف عن الخشب النامي حالياً في تلك المنطقة. أما قطع القماش المتناهية في الصغر والتي لم يعثر على سواها فكانت من القطن. وأما التوابيت فقد أغلقت بمسامير حديدية.ولم تكن وفاة شاغلي المدافن الخارجية وفاة طبيعية وإنما قتلوا بضربهم ضربات قوية على رؤوسهم. ومنهم واحد على الأقل استهدف للطعن أيضاً.وأما المخلفات التي عثر عليها في الأضرحة الأربعة الخارجية فقد كانت على النحو التالي:• الجنوب الغربي: كان رأس الهيكل العظمي في الطرف الجنوبي، ومع أن بقايا التابوت الخشبي كانت في حال أمكن معه معرفة شكله العام إلا أن يد البلى كانت قد أصابتها وخلفتها أشبه شيء بالمسحوق الناعم، وأما العظام فقد نالها الكثير من الضرر. والأثر الوحيد من صنع اليد البشرية الذي عثر عليه كان حلقة ذهبية صغيرة يزين بها الشعر.• الجنوب: كان رأس الهيكل في الطرف الغربي، وظرف التابوت العلوي كان محدب الشكل. والأدوات التي عثر عليها من صنع اليد البشرية كانت عبارة عن حلقتين ذهبيتين صغيرتين ومتساويتين في الحجم، يحلى بهما الشعر، وسيف حديدي لم يعتن بالمحافظة عليه كما ينبغي، وهذا السيف عريض يشبه في شكله ورقة الشجر وكان ممددا إلى جانب الهيكل من الجهة اليسرى، أما غمده فكان من الخشب وكان له غطاء من الجلد، وأما مقبضه فكان في الأصل من العاج وثبت بالصمغ الحيواني.• الجنوب الشرقي: كان رأس الهيكل في الطرف الشمالي، وكانت إحدى المربعات الحجرية التي تغطي هذا الضريح قد سقطت في الحفرة ونتيجة لذلك فقد كان رفات الميت الذي يرقد فيها أسوأ حالاً من جميع المدفونين. والأثر الوحيد الذي عثر عليه من صنع اليد البشرية هو سيف حديدي من النوع الطويل الضيق العرض، وقد وجد إلى جانب الهيكل من الناحية اليسرى وكان مكسّراً إلى ثماني قطع، وقد ترك الزمن أثر على هذا السيف فخلف فيه انحناءة ظاهرة إلى الأمام. وأما الغمد فكان من الخشب كما كان له غطاء من الجلد، ويبدو أن المقبض كان قد صنع من الخشب أيضاً، وقد ثبت خشب الغمد وجلده إلى بعضهما بطوق برونزي ضيق. وقد عثر على فتاتات صغيرة من الحديد لا يمكن التأليف فيما بينها، يظهر أنها كانت تؤلف إحدى الغمد فيما مضى.• الشمالي الشرقي: كان رأس الهيكل في الطرف الغربي، ورغم أن جميع المربعات الحجرية التي كانت تغطي هذا الضريح بقيت في مكانها، إلا أن الضريح عانى الأمرين مما رشح إلى داخله من الماء وما نفذ إليه من الصلصال، ولقد كانت البقايا بكاملها مغطاة بطبقة سمكها 12 سم من الصلصال المبلل الثقيل. وهنالك بقايا تابوت، وقد عثر على تمثالين صغيرين كان علو كل منهما في البدء 9 بوصات تقريباً وكان أحدهما مصنوعا من الجص وما تزال عليه بقايا طلاء أحمر، كما كان له قاعدة مربعة. ويمثل هذا التمثال امرأة مرتدية كامل ملابسها، ذراعها الأيمن منحني عند المرفق ومنطوي فوق صدرها والذراع الأيسر يتدلى في استرخاء على جانب الجسد، أما الرأس فلا وجود له، وهذا النوع معروف تماماً فيما عثر عليه من آثار في الشرق الأوسط وبقي معروفا حقبة طويلة من الزمن.
أما التمثال الثاني فكان من المرمر، وتظهر عليه من آثار طلاء أزرق ولم يحافظ عليه كما ينبغي؛ فالرأس والذراعان والصدر والجزء السفلي من الساقين لم يعثر لها على أثر. وهو تمثال لأفروديت أو فينس من نوع كان شائعاً جداً في الشرق الأوسط خاصة في العصر الهلينستي. وهنالك تمثال ثالث منحوت من العاج للآلهة ياكشي، وهذا التمثال أيضاً لم يعتن بالمحافظة عليه كما ينبغي. وهنالك نتف أخرى من العاج، معظمها لا يمكن معرفة هويتها، يمكن أن تكون أجزاء قطعة أخرى كانت مع هذا التمثال. وقد عثر في الضريح أيضاً على طاسة برونزية ومرآة تآكلتا تآكلا بالغاً، وقد كشفت الدراسة المجهرية أن المرآة كانت قد حليت بيد عاجية. أما المجوهرات فكانت عبارة عن حلقتين من الذهب فوق الكتف الأيسر ربما كان القصد منهما أن تمسكا العباءة أو ما يشابهها من اللباس، وكذلك أربع حلقات من الذهب يحلى بها الشعر.
وبالإضافة إلى ذلك فقد عثر على طوق مزدوج من العقيق، وعلى طقم أقراط دقيق الصنع يتألف من الأقراط ذاتها والعقيق الذي يرصعها، وحلية على شكل مزهرية تتدلى من سلسلة ومصنوعة من الذهب واللؤلؤ، وسلسلة دقيقة مجدولة تصل القرطين وتنعقد تحت الذقن. وحليت السلسلة بالقرب من نقلة الاتصال ببعض من العقيق يشبه الدمعة في شكله. ولم تحتفظ حبات اللؤلؤ بشكلها إلا أنه أمكن تميزها بالاستناد إلى المسحوق الأبيض. وعندما ألف بين الأجزاء ثانية استعمل لؤلؤ صناعي. وقد دل مكان الحبات التي عثر عليها على أن الفتاة كانت تلبس عقداً مصنوعا من أحجار مختلفة؛ العقيق البجادي، والعقيق الأحمر، والحجر الكريم الأزرق، والعقيق اليماني، واللؤلؤ، وبضعة حبات ذهبية صغيرة مختلفة الأشكال منها البصلي والحلقي والأسطواني والصولجاني. وبالإضافة إلى الحلي فقد أحتوى الضريح قطعة من ضلع حيوان ربما استعملت كأداة للتجميل. وهنالك قطع صغيرة جداً من معدن أرجواني اللون يمكن أن تكون فتات خواتم أبلاها الزمن. وبالقرب من رأس الهيكل العظمي عثر على زجاجة صغيرة (طولها 5 سم) من الزجاج المنفوخ الذي يشبه الورق في سمكه والذي يعرف نوعه عادة بقوارير الدموع، وقد فقدت هذه الزجاجة بريقها تماماً وتكسرت عند تجفيفها، قبل أن يتمكن من استعمال إحدى المواد الواقية.النتائج وتحديد تاريخ بناء الضريح:
لما لم يكن هنالك تسلسل طبقي أو كتابي على درجة معقولة من التطور، ونظراً لعدم وجود قطع من العملة أو نقوش، فقد اعتمد في الدرجة الأولى على المواد المنشورة ومواد المتاحف والمقارنات التي حصل عليها من الهند والشرق الأوسط، وعلى ما تكشف على سطح أرض جاوان، لتساعد في تحديد تاريخ بناء الضريح وأنه لمن المؤسف أن يكون لصوص القبور القدماء هنا قاموا بنقل محتويات الضريح الرئيسِ فقضوا على أفضل بينة تاريخية. أما أقوى البينات التي يمكن الاعتماد عليها في تحديد تاريخ بناء ضريح جاوان فهي البينات التي تؤخذ من الزجاجة المصنوعة من الزجاج المنفوخ، والمرآة، وتمثال افروديت، وعاج التابوت الشمالي الشرقي الهندي المصدر، والتحف الخضراء المصقولة التي عثر عليها في القاعة الوسطى.على أنه يمكن القول أن تاريخ الضريح يعود إلى عام 100 ميلادية تقريباً، هذا مع احتمال كونه قد بني خلال النصف الثاني من القرن الأول أو النصف الأول من القرن الثاني الميلادي. وهناك ما يبرر الافتراض بأن هذا الضريح كان ضريح أسرة ذات شأن – وربما ضريح قادة هذه الأسرة – تنتمي إلى بلد مجاور سكنه أناس دأبوا على التجارة وركوب البحار، وربما صيد اللؤلؤ والزراعة أيضاً. ولا شك في أنهم كانوا على اتصال بالهند والعالمين الهليني والبارثي في الغرب والشمال أيضاً.وسلمت جميع المعثورات إلى إدارة الآثار والمتاحف بالرياض وعرض جزء منها في المتحف الوطني بالرياض.جاوان في بعض المصادر الحديثة:
1) في عام 1950م نشر ليونارد بوين R. Leb. Bowena دراسة بعنوان: The Early Arabian Necropolis Of Ain Jawan. Bulletin Of The American Schools Of Oriental Resarch, Supplementary Studies, 7- 9. 1950.وهي دراسة جيدة وتحتوي على معلومات لا تتوفر في غيرها، حيث إنها جمعت نتائج الدراسات السابقة في موضع واحد. تلك الدراسات التي قد لا يتيسر حصول الباحث عليها اليوم، من وصفه للمدافن التي دمرتها أعمال المقلع.كما أن الدراسة مزودة بدراستين مستقلتين. إحداهما تتعلق بدراسة تاريخية لفخار موقع جاوان كتبها فرديك ماتسون F. R. Matsona وهو أشهر من كتب في هذا المجال ونشرها بعنوان: Technological Notes On The Ain Jwan Pottery. In R. Leb Bowen, 1950, PP. 57- 63.وتجدر الإشارة إلى أن تلك الدراسة هي الوحيدة من نوعها حتى اليوم ولا يمكن لأي باحث في تاريخ المنطقة الشرقية القديم أن يتجاوز نتائجها.أماّ الدراسة الثانية فقد قامت بها الباحثة دي F. E. Daya وهي واحدة من أبرز المتخصصين في ذلك المجال ونشرتها بعنوان: Historical Notes On Ain Jawan Pottery. In R. Leb Bowen 1950 , PP. 64- 67.وتدور حول تاريخ المجموعة الفخارية المشار إليها أعلاه. والمتمعن في تلك الدراسة يجد أنها الأولى من نوعها بخصوص مادة الفخار من المنطقة الشرقية. ولا تزال الوحيدة فيما يخص مستوطنة عين جاوان، وتحتوي على معلومات تاريخية واقتصادية ذات صلة بحركة التجارة في تلك الأزمنة.2) وفي عام 1373 هـ / 1954م قدم الباحث (ف. س. فيدال) تقريراً الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي أمير المنطقة الشرقية في ذلك الوقت، عن النتائج الرئيسِة لحفرية ضريح جاوان، والذي تم الكشف عنه بالمصادفة في 26/6/1371هـ والذي أشرف على التنقيب فيه (فيدال) وقد شفع التقرير بالنفائس التي تم استخراجها. وقدم التقرير بعنوان: «العثور على ضريح من عهد الجاهلية» ويقع في ثماني صفحات، ووصف التقرير سير العمل في الكشف عن الضريح والآثار المكتشفة بالضريح وطريقة بناءه، كما تطرق للنتائج التي نتجت عن التنقيب، وكذلك في نهاية التقرير أبدى توصياته. ويعد التقرير المشار إليه من أفضل ما كتب عن ذلك.كما أنه كتب مقالاً بعنوان «العثور على ضريح من عهد الجاهلية في المنطقة الشرقية» مجلة المنهل، 1375 هـ / 1956 م 17: 546 ـ 553. وتحدث في المقال المشار إليه أعلاه إلى ضريح جاوان وهو نفس التقرير الذي أرسل لأمير المنطقة الشرقية ابن جلوي.

3) في عام 1397هـ/1977م قام فريق أثري من الإدارة العامة للآثار وبمشاركة فريق من جامعة هارفارد الأمريكية بتنفيذ المرحلة الثانية للمسح الأثري الشامل للمنطقة الشرقية، ونتج عن ذلك المسح كتابة تقرير أثري بعنوان: «التقرير المبدئي عن المرحلة الثانية لمسح المنطقة الشرقية 1397هـ/1977م» مجلة أطلال، العدد الثاني - 1398هـ/1978م، ص ص 7 - 29. ومن ضمن المناطق التي تم مسحها جاوان. وقد أعطي له رقم (208-129).
4) كتاب «المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية» – المنطقة الشرقية (البحرين قديماً) - حمد الجاسر، ص ص: 363 ـ 366، 1399هـ/1979م. الرياض: دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر.5) في عام 1404هـ -1984م نشرت السيدة / مارني جولدنج مقالاً بعنوان: «ملتقطات من مستوطنات عصور ما قبل الإسلام بشرق الجزيرة العربية» مجلة أطلال، العدد الثامن - ص ص: 159 - 164. وتعرضت لشيء عن جاوان.6) كتاب «مسكوكات ما قبل الإسلام في شرق الجزيرة العربية» – الدكتور / دانيال بوتس Potts ترجمة الدكتور/ صباح عبود جاسم. 1998م. وقد درس عدةّ مسكوكات، وجدت في جاوان وظهر بنتائج ممتازة من تلك الدراسة. وكتابه «الخليج العربي في العصور القديمة» – ترجمة إبراهيم الخوري، أبوظبي: المجمع الثقافي، ص ص 2/960-965 + (صفحات متفرقة).7) كتاب «رأس تنوره» - صالح محسن فهد العقود، ص ص: 32ـ 36، 1411هـ -1991م.8) كتاب «الموسوعة الجغرافية لشرقي البلاد السعودية» – عبد الرحمن عبد الكريم العبيّد، ص ص: 238 ـ 239، 1413هـ -1993م.9) كتاب «القطيف» – محمد سعيد المسلم، ص: 49، 1417هـ/1997م. وكتاب «واحة على ضفاف الخليج ـ القطيف»، ص ص: 64 ـ 67، ط2، 1411هـ - 1991م. وهو نفس كتابه السابق ولكنه طبعة مزيدة عن السابقة، راجع الطبعتين.10) الثقافة التقليدية في المملكة العربية؛ (عين جاوان)، الرياض: دار الدائرة للنشر والتوثيق، ط1 1420هـ - 2000م. ص ص: 2-410-412.11) آثار المنطقة الشرقية – فهد بن علي الحسين (وآخ)، الرياض: وزارة المعارف – وكالة الآثار، من سلسلة آثار المملكة العربية السعودية (مج5)، ط1 1423هـ - 2003م.ص ص: 82-84.12) جاوان موعد مع الأقدار – أحمد بن مكي الغانم، مجلة الواحة ع24 الربع الأول 2002م، ص ص: 6-12.13) جاوان – نزار عبدالجبار، جريدة اليوم، ع 10658 س38 الثلاثاء 11-6-1423هـ الموافق 20-8-2002م.