أمين المكتبة المدرسية.. دور جديد في عالم تقنية المعلومات






تأثر دور أمين المكتبة المدرسية بعد توافر وتزايد تقنيات حفظ ونقل المعلومات، بل وأثر على طريقة إدارة المكتبة المدرسية لتتحول المكتبة من كونها مستودعاً للكتب وأداة لقضاء وقت فراغ الطلبة والمعلمين، لتصبح أداة حديثة لتنمية قدرات ومهارات الطلبة، ووسيلة لدعم المناهج الدراسية، ومصدراً من مصادر التعلم، وتحول أمين المكتبة المدرسية من كونه مدير مخزن للكتب إلى موجه ومستشار وداعم وميسر للمستفيدين في استخدام المصادر الحديثة المرتبطة بالمناهج الدراسية على اعتبار أنها جزء هام من العملية التعليمية في المدارس.
ذلك التحول السريع في أنماط التعليم وطرقه ووسائله وتقنياته، يحتم على أمين المكتبة المدرسية، أن يطور ويغير من دوره التقليدي ويطور وسائل اتصاله بالإدارة المدرسية والمعلمين والطلبة، ليس ذلك فحسب، بل إن التغيير يتعدى إلى وسائل وتقنيات استرجاع المعلومات، وكذلك فإن الطلبة وبتوافر مثل هذه التقنيات الحديثة في مجال التعليم، فهم يحتاجون إلى مزيد من المعلومات ودعم المكتبة المدرسية.
لذا نجد أن المكتبة المدرسية وفي عالم التكنولوجيا، تستطيع أن تتعدى حاجز المكان بواسطة استخدام الحاسب الآلي وشبكات المعلومات، لتوفير المعلومات لمن يطلبها في المدرسة. ونشير هنا إلى أهمية شبكات المعلومات في ربط المكتبات المدرسية بعضها مع بعض، لتكوين شبكة معلومات قوية تكون اهتماماتها موحدة وموجهة لتكامل مصادر المعلومات. وبذلك ينتفي حاجز المكان في سبيل آفاق واسعة للاتصال وتبادل المعلومات.

من أمين مستودع إلى مستشار
يتعدى دور وتأثير أمين المكتبة المدرسية في عصر المعلومات دوره التقليدي إلى عنصر مؤثر حتى في الفصول الدراسية، وذلك بالتعاون مع المعلمين والإدارة المدرسية لمعرفة احتياجات الطلبة المعلوماتية.
إن طلب المعلومات المقترحة من قبل الطلبة والمعلمين والإدارة يتطلب من أمين المكتبة البحث عنها خارج جدران المكتبة، مما يقود إلى ضرورة تغيير النمط التقليدي في طلب المعلومات وتوفيرها، ويتفرغ أمين المكتبة المدرسية لتنفيذ هذا العمل المتخصص مع ترك الأعمال التقليدية للموظفين الأقل تخصصاً، والتي تهتم لما هو داخل المكتبة.
من هنا نجد أن أمين المكتبة المدرسية يساهم بشكل فاعل في عصر المعلومات، في مساعدة الطلبة والمعلمين على الحصول على المعلومات المطلوبة بسرعة وفاعلية، بل ويساهم في تقييم المعلومات التي تم الحصول عليها لتحديد مدى فائدتها لهم من عدمه، وكذلك توجيه هذه المعلومات لجعلها معلومات مفيدة تنمي المعرفة لدى المستفيدين. لذا يجب على أمين المكتبة المدرسية أن يكون متخصصاً في استخدام تقنية المعلومات ليستطيع أن يستفيد ويفيد من هذه التقنيات، بل ويتعدى ذلك إلى تدريب المستفيدين على استخدام هذه التقنيات، الذين هم بالدرجة الأولى الطلبة والمعلمون.
وفي التحول نحو جعل الطالب يعتمد على نفسه في الحصول على المعلومات لدعم المنهج الدراسي، فإن دور أمين المكتبة يصبح مصدراً مهماً للإجابة عن استفسارات الطلبة وسد حاجاتهم المعلوماتية.

التحول من الدور التقليدي
بالنظر إلى واقع عصرنا الحاضر، نجد توافر الكثير من المعينات التربوية الداعمة للمنهج الدراسي، وكذلك تعدد الوسائط الحديثة الخاصة بنقل المعلومات، وهذا يحتم على المكتبة المدرسية، التحول التدريجي من توفير مصادر المعلومات التقليدية المطبوعة إلى المصادر الحديثة في شكلها الإلكتروني.
وهذا بدوره سوف يؤدي إلى توجيه أمين المكتبة المدرسية إلى البحث عن المعلومات باستخدام هذه الوسائل الحديثة، مما يدعو إلى التغيير في سياسة تنمية المجموعات في المكتبات المدرسية، والتحول التدريجي نحو قيام مفهوم المكتبة الرقمية، وهذا بدوره سوف يدفع بأمين المكتبة المدرسية إلى ضرورة البحث عن الطرق السليمة لتقييم مصادر المعلومات المحوسبة، بما تحتويه من معلومات سواءً كانت على أقراص مدمجة، أو من خلال الإنترنت، وذلك بهدف اختيار المناسب منها وتقديمها على نحو يلبي رغبات وحاجات الباحثين عن المعلومات.
ومع توافر شبكات المعلومات الضخمة، ومنها الإنترنت، فقد سهلت المشاركة في مصادر المعلومات، إمكانية إتاحة المزيد من المعلومات لكثير من المستفيدين في وقت واحد، فالمكتبات تستطيع أن تنشر فهارسها ومحتوياتها آلياً على الإنترنت، وبذلك تتيح لكل فرد البحث فيها والاستفادة منها دون عوائق المكان والزمان. وهذا بدوره يساهم في تطبيق مبدأ الإعارة التبادلية بين المكتبات ذات العلاقة، والمشاركة في مصادر المعلومات، وبذلك تتيح المكتبات المشتركة لروادها، مصادر متنوعة، التي لم تكن لتتاح سابقاً إلا بعد توافر هذه الشبكات الضخمة.
وبإتاحة هذه المصادر المتعددة في شكلها الإلكتروني، كان لزاماً على أمين المكتبة شرح الكثير من المسائل القانونية والأدبية المتعلقة بالدخول واستخدام بعض المواقع أو قواعد المعلومات كقانون الحماية الفكرية، وغيرها من القوانين الأخلاقية المنظمة للاستفادة من قواعد المعلومات المتعددة.
المصدر صحيفة البيان الاماراتية