*دور المتاحف في تربية التذوق الجمالي :

من الأمور التي سارت شوطا كبيرا في أمريكا وكندا وأوروبا : التربية الفنية من خلال المتاحف فمتاحف الولايات المتحدة على سبيل المثال تنظم دراسات في الفن لتلاميذ التعلم العام في بعض أيام الأسبوع ,وأحيانا تنظم هذه الدراسات في ساحت المتحف و ويأتي الأطفال إليها من أعمار مختلفة طواعية لحبهم للفن ,وكذلك الكبار سوا كانوا رجال أو نساء لتنمية قدراتهم الفنية والتذوقية .

لقد كان متحف الفن الحديث في نيويورك رائدا في هذا وكان يتولى فيكتور الإشراف التربوي كما كان هناك إصدارات من الكتب لتوضيح هذه الرسالة لأوليا الأمور والمهتمين بمشكلات التذوق .

وفهم المتاحف ارتقى كأداة تربوية تنشر الثقافة وترفع من مستوى التذوق , وتعطي وقتا ممتعا لكل متفرج وهو يعيش لحظات من حياته أمام روائع الأعمال الفنية التي أنتجها الموهوبون من الفنانين على مر العصور . وهذه المتاحف تعترف بحاجات المشاهد ، سواء الترفيهية أو الغذائية , بحيث ان الذاهب إلى المتحف يمضي يوما من أجازته في غاية المتعة وهو بصحبة الأصدقاء أو الأبناء . وكل متحف له شخصيه مميزة يستمدها من طابع المحتويات التي يضمها المتحف .

المهم أن المتاحف الرائدة في العصر الحديث قد حققت نقلة حضارية كبيرة فبعد ان كان ينظر لها إنها مخازن للتحف , ارتقت إلى المستوى أخر وهو كيفية عرض وشرح هذه التحف ليتأملها الجمهور ويستفيد منها في حاضره , وهذا التحف ليست جمادات صماء إنها تجربة الأجيال السابقة , تلك التجربة التي تسجل شخصياتهم وأفراحهم ,ومساوئهم وحروبهم , وكل ما يتعلق بالإنسان : في ملبسه وهندامه وعزته وثرائه أو بؤسه وانزوائه , وكذلك فان المتاحف تحمل بين جنباتها حكمة الماضي وروعته ان الصور والتماثيل وأنواع المفروشات والحلي ...كلها روائع مما ترك الإنسان بل ان بعضها كان يستخدمونه الملوك والأباطرة وأصحاب النفوذ والجاه , ولم يكن في متناول الرجل العادي كل ذلك أصبح متوفرا في المتاحف , وعلى الدارس الذي يريد ان يتسلح بالماضي ان ينظم زيارات لهذه المتاحف , ويجلس في مكتباتها ليتزود بالعلم الذي يفك طلاسمها ويكشف عن هويتها وملابستها .

________
* آل قمّاش (2004م)