[align=center]المعوقات التي تواجه معلم التربية الفنية [/align]



* تقرير : (آل قمّاش ، 2003م)


ومع تقدم وسائل الاتصال وسهولة تدفق المعلومات أصبح العالم وكأنه يعيش في قرية صغيرة مليئة بالمعلومات المتقدمة والمتشابكة ، لذا لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا الطوفان المعرفي الهائل المدعم تكنولوجيا ؛ لذلك سارعت الدولة بأعداد الجهات المختصة
بتطوير التعليم كما قامت بتشكيل اللجان العليا لوضع خطط وإستراتيجيات مستقبلية لتطوير التعليم .

وعند النظر في مخرجات التعليم العام في شتى دول العالم العربي يجد أن نسبة كبيرة منهم ليست في المستوى المأمول من ناحية امتلاكها للمهارات الأساسية في العلوم بمختلف الفروع ، فهنالك ضعف عام نتج عن عدة عوامل اقتصادية وتعليمية وإدارية واجتماعية ، وبالرغم من
الجهود المبذولة من قبل المعلمين والمشرفين وتلك المؤسسات المعنية بتطوير التعليم ؛ إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة .

من هذا المنطلق يجب إنقاذ ما يمكن إنقاذه واللحاق بالركب و لزم أن يكون هناك علاج لمختلف العوامل المؤثرة ، ومنها تلك العوامل المعوقات التي تعيق أداء المعلم للتدريس المقدم للطلاب ،لتحقيق الأهداف المرجوة و إحداث التغيير المطلوب .

و مادة التربية الفنية كغيرها من المواد التي تسهم في تكوين شخصية الفرد ، ويذكر (فضل،2000م) ما أكد عليه الفيلسوف الأمريكي جون ديوي John Dewey حيث وضح أن الأطفال هم رجال ومفكرين وفلاسفة المستقبل ،ومثل هذه التطور يطلب حرية فكرية وعاطفية وجسمية(1)
ولأهمية هذه المادة وأثرها على تكامل شخصية الفرد .

ويؤكد مارجريت نومبيرج Margaret Naumberg أن الطفل الذي يعاني من ضغوط مستمرة في النمو ، ومن الضغوط نود في هذا البحث الوقوف على أهم المعوقات التي تعيق أداء معلم التربية الفنية .

وللمعلم دور كبير وحيوي في العملية التربوية والتعليمية ، ولم يقتصر دوره على إلقاء المعلومات وأن لا يكون وعاء للمعلومات بل إن دوره هو توجيه الطلاب عند الحاجة دون التدخل الكبير ، وعليه فإن دوره الأساسي يكمن في التخطيط لتوجيه الطلاب ومساعدتهم على
إعادة اكتشاف حقائق العلم ، ويؤكد (الغامدي،1997م) أن "التعليم كعملية لا يكون فعالا ومحققا لنواتج تعليمية جيدة ، إلا من خلال تنظيما فاعلا يربط بين النظرية والتطبيق في ظروف مادية ونفسية ، ومراعيه لقدرات التلاميذ واحتياجاتهم على شكل حقائق ومفاهيم
واتجاهات ومعارف ومهارات يتحقق من خلالها النمو الشامل الذي ينشده الفرد والمجتمع"ص15.

وفي هذا المعنى ذكرت إمام إن دور مدرس التربية الفنية في الحياة المدرسية دوراً هاما ومسئولية تتصدى لبناء الأذواق ، كما أن مسئوليته تسهم في بناء الشخصيات من خلال العمليات الخلاقة التي تتاح للناشئ ، حيث أن الإبداع والابتكار يطلق استعدادات الأفراد وينمي
بشخصياتهم ويحقق الكثير لأمتهم بل وللعالم إذا وصلت مساهمتهم إلى مستوى المدينة جمعاء .

إذن على المعلم غرض فردي وغرض اجتماعي كما يراه (الفوزان ،1999م) ويوضح أن الغرض الفردي هو أعداد الفرد لمستقبل حياته ، وذلك عن طريق تنمية قدراته واستعداداته ومهاراته إلى أقصى حد حتى يستطيع بناء نفسه ، أما الغرض الاجتماعي فتنصب في أن يصبغ جهود الفرد
بالصبغة الاجتماعية التي تستهدف صالح مجتمعه .

وللتعليم في كل دولة من دول العالم سياسة وأهداف تندرج تحت هذه الأهداف أهداف مرحلية وأهداف لكل صف دراسي ، ولكل مادة أهداف عامة وأهداف مرحلية وخاصة أيضاَ ، وعلى المعلم أن يسعى إلى تحقيق هذه الأهداف، وليتم تحقيقها هناك العديد من الاعتبارات
يتخللها بعض العوائق، لان المنهج المدرسي وحده لا يستطيع أن يغطي كافة أشكال المعرفة الإنسانية بالتخصص العلمية المتعددة، خاصة بعد اتساع هذه المعرفة في عصرنا الذي أسميناه نتيجة لذلك (عصر التفجر المعرفي ).

ومن هنا نؤكد دور المعلم في العملية التعليمية ، فينبغي على المعلم معرفة واجباته ومعرفة المرحلة التعليمية التي يقوم بتدريسها وما تتميز به ،كما يؤكد (خميس ،1984م)على أن لا يغفل المعلم عن مراعاة عمر المتعلمين الزمني وتوجيهه بما يتناسب مع ذلك ،
بالإضافة إلى عدم إهمال رسوم الأطفال وخصائصها التعبيرية ، فعلى سبيل المثال الهدف من التربية الفنية في المرحلة الابتدائية كما يراها (عزام،1998م)هو إمداد الطفل ببعض المعلومات والمعارف البسيطة التي تتناسب مع استعداداته ، وليس مطلوبا من الطفل في هذه
المرحلة الوصول إلى مستوى معين من الثقافة والفنون ، معرجا على انه ليس الهدف من التربية الفنية تخريج فنانين أو رسامين و إنما تنمية الجمال الوجداني لديهم ويؤكد أن في نهاية هذه المرحلة تبدأ الحقائق في الوضوح ، ويضيف أنه يجب على المعلم تشجيع الأطفال في
المرحلة المتوسطة على العمل وعدم رفض مستوى واقعي معين عليهم وتقدير أعمالهم لزرع الثقة في نفس الطفل، أما في المرحلة الثانوية نهيئ له الفرصة للابتكار ولا نشجعه على التقليد .

ويرى ( جودي ، 1996م) إن الكثير من المعلمين يفتقر إلى المعرفة والفهم العميقين لمبادئ فنون الأطفال والشبان وعملياتها التربوية والنفسية ، و الفروق والتشابهات الفردية ، ويجهلون مشاكل الأطفال والشبان الفنية وأنماطهم التعبيرية غير المحدودة وطرق توجيهها .


ويصبح توجيههم لفنون الأطفال ناقص ويغفلون نمو وتطور المتعلمين مما يؤدي الى صعوبات في تعبيراتهم وبهذه الحالة فالمتعلمين لا يجنون منهم نفعاً بل يؤدي توجيههم الخاطئ إلى تلاشي واندثار بذور الروح الابتكارية عندهم ودفعهم بتدخلهم المباشر إلى تقليد والبعد
بذلك عن كيانهم الفني وإحساسهم وتقمصهم لشخصيات غيرهم .

ويرى (البسيوني 1976 م ) انه من الضروري وجود ثقافة خاصة متعلقة بالناحية الفنية ذاتها وما يرتبط بها من تكنولوجيا الخامات ، وتطويعها لعمليات التعبير والتوظيف . ووضح أن من فلسفة إعداد المعلم أنه يجب عليه الوعي بفنون الأطفال بالإضافة إلى امتلاكه للقدرة
على تذوقها واحترامها وكيفيه نموها .

ويؤكد (الدمرداش،1988م) أن الطريق أمام التطوير والتحديث لا يكون مفروشا بالورد إنما هو طريق وعر تكتنفه كثر من الصعوبات والعوائق ، وقد انتبه المهتمون بالتطوير إلى بعض هذه المعوقات و إلى أهمية إجراء دراسات علمية للمعوقات ، للعمل عليها قبل أن تعصف
بخطط التطوير وبرامجه وأهدافه.. ويهمنا في هذا الصدد التعرف على المعوقات التي تعيق من أداء معلم التربية الفنية ، ويرى الباحث أن هناك معوقات تتعلق بطبيعة مادة التربية الفنية ، قد يمكن تصنيفها في معوقات تعليمية واقتصادية واجتماعية وإدارية ،ويجب التنويه
هنا بان تلك المعوقات متداخلة نوعا ما وتم تصنيفها للدراسة فقط.


عند معرفة هذه المعوقات و إلقاء الضوء عليها ومعرفة مدى تأثيرها يتضح لدينا أهمية تشخيص تلك المعوقات وتحديدها بدقه من الممكن :-
1. إزالتها . 2. التقليل من أثرها . 3. تلافيها .


_________
* آل قمّاش ، قمّاش علي (2003م): " المعوقات التي تواجه معلم التربية الفنية " ، تقرير ، منتدى التربية الفنية ، الإنترنت.

وتقبلوا