البرامج التدربية :

التدريب,, هل هو حاجة أم ضرورة,, أم هو حاجة وضرورة معا واذا اسلمنا بأهمية التدريب في تطوير المهارات يا ترى ماذا تحقق اهداف برامج التدريب في معهد
الادارة هل تحقق انجازاً للمدربة في انهاء مادتها وبالتالي فان مناقشة جميع التدريبات أمر ثانوي,, اذا ما أهمية مفهوم التدريب في اعداد برامج معهد
الادارة؟!,
ان نقطة الارتكاز في موضوعنا اليوم ان محاضرات التدريب هي ممارسة لتطوير المهارات وليس لقياس نسبة الذكاء,, بمعنى ان حاجة المتدربة الى سماع مناقشة كل ما
تقوم به أمر يجعل فاعلية التدريب ليس في القاء المحاضرات وفق خطة ذات زخم بالمحتوى وبالتالي يتم اعداد تمارين وتدريبات قد لا يناقش إلا القليل منها بينما
الكثير مجهول لدى المتدربات,
ان فاعلية التدريب ليست في النهاية الحتمية للنتيجة حيث ان البرامج تقدم بهدف رفع كفاءة موظفي الدولة عن طريق تزويد المتدربين بالمعلومات وتنمية المهارات
والاتجاهات السلوكية اللازمة للارتفاع بمستوى ادائهم , وهذه ما جاء في المادة 2/1 من القواعد التنفيذية الخاصة بلائحة البرامج التدريبية وعليه فإن سياسة
المعهد تعتمد على معايير ذات أبعاد من وجهة نظر المعدين لمحتويات البرامج بينما قد تكون غير مناسبة في النسبة الأعلى للمستهدفين من البرنامج في الوظائف
بمعنى اننا في برنامج مثل الاشراف التربوي وبمفهومه الحديث نحتاج الى فاعلية اكبر في اعداد مثل هذا البرنامج بدون خلط بين اكساب مهارات لمشرفة تربوية بغض
النظر عن التخصصات وبين معلمة متخصصة,,!!،
لذلك فإن توضيح محتويات مواد البرنامج سيعمل على انسحاب الكثير من مشرفات رياض الاطفال ومشرفات التربية الاجتماعية ومشرفات المواد العملية التربية الفنية،
التدبير، التفصيل وبالتالي فإن عدم توضيح المحتوى يجعل الصورة غير واضحة وبذلك فإن الكثير من الموضوعات قد يطول زمنها ولا تحقق الهدف المرجو من الفئة
المستفيدة بشكل عام وعليه فإن التقنين الموضوعي لمحتوى البرنامج يحتاج الى اعادة نظر من قبل المسؤولين حيث ان تقويم المعلمة الجزء الأكبر الذي يحتاج الى
تركيز بينما البرنامج يركز على موضوع الاختبارات بصورة واسعة ومكثفة وحيث ان الهدف من معهد الادارة رفع الأداء الوظيفي فإن نجاح البرامج يعود الى نجاح
التخطيط الموضوعي والذي يخدم مفهوم عمل المشرفة التربوية ليس لتخصص عن غيره وانما بشكل عام حيث ان الاختبارات تنطوي على لوائح وأنظمة يتم تطبيقها فكيف
يطور معهد الادارة مهارة المشرفة في التفاعل مع هذه الأنظمة واللوائح وليس الخوض في جزئيات الاسئلة المقالية أو الموضوعية كما ان الحاجة الى تدريب المشرفة
من قبل عملها يجعل امام المسؤولين في المعهد مهمة التطوير في محتويات البرنامج وبالتحديد لقبول ترشيحات من خارج الرياض وانتقال المتدربات الى الرياض مع
ضغط نفسي وأسري واجتماعي ومادي والذي قد يتصاعد فيه الاحباط على محتوى برنامج لا يخدم مفهوم الوظيفة التي تشغلها والتي ترغب في تطوير ادائها وبالتحديد لأن
الاشراف يتم تعلمه بالخبرة وليس بالدراسة في تخصص اشرافي يهيىء الى التفاعل مع مفهومه اساليبه انماطه لذلك فالمعهد يوجد لقاء مع مديرة التدريب وهي شخصية
رائعة ومتفاعلة في تقبل الآراء مع العلم انني على يقين بأن الكثير من المتدربات لا يلجأن الى التعبير عن وجهات النظر في سير البرنامج أو المدربات خوفا على
التقارير بينما ان الغاية ليست فقط نتيجة اجتياز دورة بقدر ما هي حاجة الى تطوير المهارات ذاتها عبر المناقشات وطرح الآراء تقبل محتوى ورفض آخر حتى تطرح
كل هذه على طاولة اجتماعات معهد الادارة بقصد التطوير للفائدة التي ترتقي بمفهوم الاشراف عن مجرد متابعة دفتر تحضير معلمة أو اشراف على ورقة الاختبار
فمفهوم الاشراف واسع والدورة ذات زخم وتركز على نقاط لا تخدم جميع المشرفات اللاتي غربن من مدنهن وتركن منازلهن والمسؤوليات الملقاة على كاهلهن بهدف
الرغبة في التجديد وتحسين المستوى,
واعتقد بأن الاستبيان قد يحقق غاية اذا كان بعد آخر محاضرة حيث تكون الرؤيا واضحة والقدرة على معرفة فاعلية تحقق اهداف الدورة بنجاح ليس لصالح المعهد في
اقامة الدورات فقط وانما لصالح المتدربات واللاتي يأتين من محافظات اخرى بعيدة عن الرياض فما فائدة الدورة بعد عودتهن الى مواقع العمل وكثير من
الاستفسارات لم يتم الرد عليها إما لإنشغال المدربات باجتماعات أو محاضرات أوفي المكتبة أو خارج المعهد وذلك ما يكتب على الباب عند ترددك عليه كما أن
الرغبة في تطوير البرنامج تحتاج الى تخطيط قائم على رفع مستوى جميع المتدربات بدون التركيز على ما يخدم بعض التخصصات ويؤثر على تخصصات آخرى باستفادة وقتية
لا تترتب عليها مسارات عمل مستقبلي ولا حتى مقترحات قد يؤخذ بها فكل تخصص له توجهات خاصة به وعلى المعد للبرامج ادراك أهمية اعداد الموضوعات ذات العلاقة بالجميع.
________
منال عبدالكريم الرويشد، الانترنت http://www.suhuf.net.sa/1998jaz/nov/19/P092.HTM