رسوم الأطفال في مراحل نموهم المختلفة

مرحلة ما قبل التخطيط من الولادة إلى السنتين .
مرحلة التخطيط ، وتبدأ من 2 إلى 4 سنوات .
مرحلة تحضير المدرك الشكلي من 4 إلى 7 سنوات تقريبا .
مرحلة المدرك الشكلي وتبدأ من 7 إلى 9 سنوات تقريبا .
مرحلة محاولة التعبير الواقعي من 9 إلى 12 سنة تقريبا .
مرحلة التعبير الواقعي من 12 إلى 14 سنة تقريبا .
مرحلة المراهقة وتبدأ من 14 إلى 17 سنة تقريبا .


أولا ً:مرحلة ما قبل التخطيط من الولادة إلى السنتين .

الصفات الفنية :-
بالنسبة لصفات التعبير الفني لطفل هذه المرحلة فلم يعرف عنها شيئا-أي أن الباحثين في رسوم لم يهتدوا إلى صفات صريحة وواضحة إلا بعد سن الثانية أي في مرحلة التخطيط .
الصفات العامة – عندما نتحدث عن صفات هذه المرحلة يجب علينا أن نعرف أن ولادة الطفل تدل على وصوله إلى العالم الخارجي لا على بدء تكوينه ، لان بدء تكوين الطفل يرجع إلى الوقت الذي تكون فيه الجنين من قبل ، ثانيا أن الأسابيع الأربع الأولى من حياة الطفل تعتبر تكمله لشهور الحمل ، وفي الوقت نفسه تعتبر فتره تحضير يتكيف فيها الطفل مع العالم الخارجي ، لذلك فحالة الطفل في هذه الأسابيع تتميز بعدم الاستقرار فكثيرا ما يرتعش ويعطس ويبكي ، وكثيرا ما يختل نظام تنفسه ودرجة حرارته ، ثالثا أن سلوك الطفل عامة يتصل اتصالا وثيقا بالوظائف الفسيولوجية ، كالتغذية والنوم والإخراج ….ألخ .هذه هي أهم الصفات التي نلاحظها على الطفل في الأسابيع الأربع الأولى من حياته ، أما عن صفات المرحلة عامة فتتعلق بعمليات أربع تؤثر في نموه العقلي والانفعالي والاجتماعي ألا وهي عمليات المشي والكلام والفطام والتسنين .فعمليتي المشي والكلام بجانب كونهما عمليتي نمو وحركي أو جسماني تبدأ كل منهما ببعض حركات يسيرة وتنتهي بما هو أعقد من حركات ، ألا أن لكل منهما مظهرا للنمو العقلي عند الطفل نتيجة تدرجه في إدراك العلاقات المختلفة التي تتطلبها كل عمليه في أثناء نموها وتطورها ، زد على هذا فعمليتي المشي والكلام يكسبان الطفل الاعتماد على النفس الذي يساعده على مواجهة العالم الخارجي بمفرده بعد ما كان معتمدا على الأم . فيبدأ يتشرب التقاليد والنظم الاجتماعية ، إلا أن طفل هذه المرحلة ليس اجتماعيا في سلوكه وما نلاحظه علية من لعب مع الآخرين ويفر ممن هو أجنبي ، وذلك راجع إلى تأرجحه بين اعتماده على نفسه وشعوره بالقدرة على العمل كالكبار ، لهذا يتجه إلى اللعب الإيهامي الذي نشاهده بكثرة في أثناء هذه المرحلة .أما عن صفات الطفل الانفعالية فعمليتي الفطام والتسنين لهما أثر كبير ، إذ يصاحب هاتين العلميتين ميل شديد نحو العض ، وهذا الميل يحدث تغيرا في استجابات الطفل الانفعالية التي تتمثل غالبا في التخريب وسرعة الغضب بصرف النظر عن الأسباب بمعنى أن طفل هذه المرحلة يتميز بقوة الانفعالات خصوصا في الحالات التي تتصل بحاجاته الفسيولوجية فكثيرا ما يلجا إلى العناد رغبة منه في إرضاء واثبات ذاتيته .إذا فواجب القائمين على تربية الطفل عدم الإسراع في عملية الفطام وتجنب الشدة في معاملة الطفل ، ومساعدته على تفهم نفسه وغيره من الناس ، خصوصا وأن هذه المرحلة هي التي ينسج فيها الطفل خيوط حياته المستقبلية . الصفات الفنية –أما عن صفات التعبير الفني لطفل هذه المرحلة فلم يعرف عنها شيئا أي أن البحثين في رسوم الأطفال لم يهتدوا بعد إلى صفات صريحة إلا بعد سن الثانية أي في مرحلة التخطيط . من كل هذه التحليلات نستطيع أن نتبين الكثير من الصفات التي يتميز بها الأطفال في هذه السن ومن خلال ملاحظتي لأحد الأطفال الذي يبلغ من العمر سنة وخمسة شهور تبين لي أن قدرة الولد على التعبير أقوى من البنت من ناحية العلاقة بين قوة الطفل العضلية وبين رسوماته لان الولد يستطيع أن يمسك القلم بصورة أقوى من البنت وبالتالي يستطيع أن يحدث آثار أقوى على سطح الورق أو السطح الذي يرسم عليه الطفل ، أما من ناحية الخصائص التي تميز هذه المرحلة فتبين لي أنها بعض التخطيطات التي تتجه نحو اتجاهات مختلفة وبسمك مختلف والظاهر انه مثل أكد العلماء على عدم قدرة الدارس لرسوم الأطفال تحديد الخصائص التي تميز هذه المرحلة . وقد ضمن ت هذا البحث مجموعة من الرسومات التي رسمها الطفل محمد عامر والذي يبلغ من العمر سنة وخمسة شهور . وهي في الأشكال .



ثانيا / مرحلة التخطيط وتبدأ من 2 إلى 4 سنوات

.الصفات الفنية :-
أهم الصفات التي نلاحظها على رسوم الأطفال من سن 2 إلى 4 سنوات هي :

الصفات العامة / تنتهي المرحلة السابقة بنهاية السنة الثانية ، وبانتهائها يعد الطريق لمرحلة أعلى منها إذ أن النمو الذي يطرأ على طفل هذه المرحلة نمو ظاهر فالطفل الآن قد تحول من المهد إلى الطفولة ، وذلك بفضل نضوج قواه العقلية واتصالاته العديدة بالبيئة الخارجية التي ساعدته على أتساع تفكيره وخيالة .لذلك فأن أول صفة نلاحظها على طفل هذه المرحلة الميل إلى النشاط الحركي العضلي كالجري والقفز والتسلق ، أي استخدام عضلاته بشكل ملموس عن المرحلة السابقة وليس معنى هذا أن حياة الطفل العقلية ( التي مظهرها الحركة واللعب ) مقصورة على بعض حركات واحساسات عضلية وحسب ، بل هي أيضا عمليات عقلية مقرونة غالبا بالتفكير المعنوي المفصل بمشاعر الطفل وتخيلاته ، لذلك فإن تفكير الطفل في هذه المرحلة تفكيرا خياليا ، وهذا يفسر لنا رغبته الملحة في اللعب الإيهامي وسماع القصص الخيالية وكثرة الأسئلة التي تبدأ بلفظي ( ماذا ) و( كيف) .أما عن صفات الطفل الانفعالية فتتميز بالقوة فسرعان ما ينتقل من حالة البكاء إلى الضحك ، ومن الغضب إلى السرور ، ومن الخوف إلى الطمأنينة ، ولكن قوة الانفعال هذه تأخذ في الزوال شيئا فشيئا حتى يبدأ الطفل في تكوين عواطفه وخاصة نحو الأم . وأثر هذا ملحوظ في سلوكه الاجتماعي ، أذ يتميز طفل هذه المرحلة بإدراك بعض المعايير الاجتماعية ، فتشاهده يشارك الغير في ألعابهم ، ولو أن الأمر لا يخلو من رغبة في السيطرة ، كما يتميز بالسيطرة وكثرة الكلام ، بجانب مهاراته في انتحال الأعذار ولصق الأخطاء لغيره من الناس ، وكل هذا راجع كما ذكرنا لميله إلى الاجتماع وإدراكه لآراء الغير ، والمعايير والمبادرة الخلقية التي يود أن يعامل بها الغير ويعاملونه بها ، كما انه يتميز بكثرة المخاوف رغم نمو قدرته العقلية ، فنراه ينزعج من الظلام والقصص المثيرة . لذلك فواجب الكبار نحو طفل هذه المرحلة تجنب ما قد يثير الطفل من مخاوف والعمل على أن يمتاز أسلوبهم بطابع الاستقرار والثبات ، فلا يجوز أن نشجع الطفل إذا اعتدى على غريب ، ثم نعاقبه إذا اعتدى على أخيه أو والدته مثلا . بل يجب أن نقابل سلوك الطفل بأسلوب مستقر ثابت ، لان ثبات المعاملة من العوامل التي تؤدي إلى تكوين الشخصية بسرعة ونجاح .

الصفات الفنية .تحدثنا عن الصفات العامة لطفل هذه المرحلة ، فهل لهذه الصفات أثر في تعبيره الفني ؟ أو بعبارة أخرى ما هي أهم الصفات التي نلاحظها على رسوم الأطفال من سن الثانية حتى سن الرابعة ؟

1. التخطيط الغير منظم – لوحظ أن طفل الثانية يبدأ عن طريق الصدفة تعبيره الفني ببعض تخطيطات الغير منظمة ، وإذا كانت هذه التخطيطات تنم عن شئ تعبر غالبا عن احساسات الطفل العضلية والجسمانية ، كذلك بادراك الطفل عما يسمى ( برسم الأشخاص) إدراكا ناقصا أما عن (اللون ) فلا يخرج عن كونه إدراكا ذاتيا استمتاعيا .

2. التخطيط المنظم / ثم بعد فترة من الزمن نلاحظ أن التخطيط الغير منظم يتطور ، فيأخذ مظهرا خاصا ، أما تخطيطا أفقيا أو رأسيا أو مائلا . ويعلل البعض أن سبب هذا التطور يرجع إلى أدراك الطفل العلاقة بين حركات اليد وبين أثر هذه الحركات على الورق . إذا فهذا التطور يرجع في أساسه إلى نمو وأدراك للبيئة الخارجية ، وبالرغم من هذا نجد أن الطفل في هذه الفترة ليس لديه إدراك نحو ( رسم الأشخاص ) كما أن إدراكه للون أدراك ذاتي استمتاعي .

3. التخطيط الدائري / وحوالي في السنة الثالثة يأخذ التعبير الفني للطفل مظهرا آخر للنمو ، فمن التخطيط المنظم إلى التخطيط الدائري أي خطوط شبه دائرية ، وسبب هذا التطور يرجع إلى قدرة الطفل على التحكم في عضلاته والسيطرة على الحركات المختلفة ، ولكن أدراك الطفل بالنسبة لرسم الأشخاص والإحساس بالبعيد والقريب ( لا يزال إدراكا ناقصا ) .

4. التسمية / وحوالي في سن الرابعة يتحول تعبير الطفل من الاحساسات الجسمانية العضلية إلى خيال فكري ، ومظهر هذا الخيال الفكري عبارة عن رموز يطلق عليها الطفل أسماء كان يرسم الطفل خطا ويقول هذا بابا أو ماما أو يبدأ بذكر التسمية أولا فيقول أنني سأرسم ( بابا) أو ( ماما ) ثم يعبر عنه بخط رمزي … لذلك فرسم الأشخاص بالنسبة لهذا الطفل عبارة عن رموز أو مدركات خيالية تعرف عن طريق التسمية أما عن إدراكه للقريب والبعيد فلا يخرج عن كونه إدراكا خياليا ، أما عن اللون فطفل الرابعة يستعمله من أجل التفرقة بين الرموز ، كأن يرسم رمز( بابا) بلون أحمر ورمز ( ماما) بلون أخضر مثلا . من خلال تعاملي مع الأطفال الذين يمرون بنفس المرحلة العمريه لمرحلة التخطيط تبين لي أنها تحمل نفس سمات وخصائص هذه المرحلة من ناحية بداية الطفل بالتخطيطات العشوائية التي تبينت لي بشكل كبير في رسوم أحد الأطفال عمره ثلاث سنوات وستة شهور حيث بدأ هذا الطفل بمزج رسوماته بالعديد من الرموز و الخطوط المتجه نحو شيء معين وربما ذلك راجع إلى تقدم هذا الطفل عن السن الذي يمر بها ولكن بقية الصفات قد لمستها في رسومات الطفلة ثريا سالم والتي عمرها لا يزيد ثلاث سنوات ونصف والتي دللت خطوطها على أن هناك احساسات عضلية وتحكم في الأيدي مما أدى إلى ظهور بعض السمات التي تميز هذه المرحلة منها أن الخط في رسومات هذه الطفلة له بداية وله نهاية وقد قصدت أن تعبر عن أشكال معينة كما تبين لي ذلك من خلال سؤالي لها عن الموضوع الذي تعبر عنه برسمها فقالت لي أنها ترسم عائلتها وأحد القطط التي تعيش معهم في البيت كما في الأشكال


ثالثا / مرحلة تحضير المدرك الشكلي من 4 إلى 7 سنوات تقريبا

.الصفات الفنية .
تتميز رموز الطفل في هذه المرحلة بالتنوع الكثير فأصبحت تعتمد نوعا ما على التفكير المستمد من الواقع ، فمثلا عندما يعبر هذا الطفل عن الأشخاص فرسومه تتميز بالخطوط الشبه هندسية كأن يرسم الرأس عبارة عن دائرة والأرجل والأذرع عبارة عن خطوط شبه مستقيمة وأما عن إحساسه بالبعيد والقريب فهو إحساس انفعالي – أي أن علاقة الأشياء التي يعبر عنها علاقة ذاتية لا واقعية ، أما عن إدراكه للون فلا يزال إدراكا ذاتيا مصحوبا بالناحية النفسية .

الصفات العامة . يمكننا أن نقول أن طفل هذه المرحلة لم يعد ذلك الصغير الذي يعتمد على غيره ، بل نموه ونضوجه عن ذي قبل يساعده على أن يشارك الغير ويتيح له الفرصة كي يعتمد على نفسه . وإذا أردنا أن نتعرف على صفاته العقلية نجد أن حاسة اللمس عنده تمتاز بالقوة على العكس من حاستي السمع والبصر فهما ضعيفتان على غير ما نتوقع . فمثلا لا يستطيع طفل هذه المرحلة أن يتذوق الأغاني أو الألحان التذوق التام ، كما يصعب عليه رؤية الكتابة الدقيقة ، أما عن نشاطه الحركي فيتميز بالقوة والكثرة والتنوع ، بجانب هذا فإدراكه لموضوعات البيئة الخارجية يعتمد على العد والتصنيف ، كما يصف لنا ما يراه في الطريق من عربات وأشجار دون أدراك تام للصفات الزمنية والمكانية لهذه الأشياء ، لذلك فإن تفكيره ينصب على الصور البصرية التي يشاهدها في حياته اليومية لا على التفكير المجرد ، كما أنه يتميز بالحفظ الذي يقوم على التكرار كحفظ الأناشيد والأغاني ، بجانب عدم قدرته على تركيز انتباهه لمدة طويلة خصوصا إذا كانت الموضوعات شفهية أما عن الناحية الانفعالية فطفل هذه المرحلة سريع الانتقال من انفعال آخره علاوة على هذا يبدأ في تكوين العواطف نحو الآخرين خلاف الوالدين ، بمعنى أن انفعالاته لا ترتكز حول نفسه كما كان من قبل ، بل تتعدى محيط الأسرة وتتصل بالمدرسين والمدرسات ومن يشاركه من الأطفال في مجتمعه الصغير .أما من الناحية الاجتماعية فيلتصق طفل هذه المرحلة بأسرته التصاقا تاما ونتيجة لهذا فهو فخور بها خصوصا بوالديه ، ونلمس أن علاقته بأمه تتميز بالعطف والحب والطاعة والمعونة ، وبابيه تتميز بالاحترام والإعجاب والخوف خصوصا انه يعتقد في أن أبيه قادر على عمل ومعرفة كل شيء ، أما عن لعبه لا يزال لعبا إيهاميا ، إلا أننا نلاحظ على طفل هذه المرحلة الميل نحو اللعب المنفرد ، وإذا لعب مع رفاقه كان تعاونه ضعيفا ومهدد غالبا بالشجار بغير سبب .

الصفات الفنية / لا شك أن النمو الذي طرأ على هذا الطفل له أثر في تعبيره الفني ، فبعدما كانت رموزه خيالية ندركها عن طريق التسمية أصبحت بفضل نشاطه الحركي المتنوع والمستمر رموزا تتميز بالتنوع الكثير وبفضل نمو إدراكه العقلي أصبحت رموزا تعتمد نوعا ما على التفكير المستمد من الواقع ، فمثلا عندما يعبر هذا الطفل عن (الأشخاص ) فتتميز رسومه بالخطوط الشبه هندسية ، كأن يرسم الرأس عبارة عن دائرة والأرجل والأذرع عبارة عن خطوط شبه مستقيمة ولكن يجدر بنا أن نعلم أن هذه الرسوم تعتمد على معلومات الطفل وقيمتها بالنسبة له في أثناء عملية التعبير ، أما عن إحساسه بالبعيد والقريب فهو إحساس انفعالي أمام علاقة الأشياء التي يعبر عنها طفل هذه المرحلة علاقة ذاتية لا واقعية ، فمثلا يرسم نفسه بجانب الكرة التي يحبها لانه يرغب في وجود الاثنين بجوار بعضهما ، أما عن إدراكه للون فلا يزال إدراكا ذاتيا مصحوبا بالناحية النفسية .لذلك فواجب المربي يتلخص في أن يترك للطفل حرية التعبير مع تنشيط معلوماته عن العالم الخارجي عن طريق خبرته الشخصية بعد أن تبينا هذه السمات التي تتميز بها مرحلة محاولة تحضير المدرك الشكلي يجب علينا أن هناك الكثير من الصفات التي ربما لا تظهر عند معظم الأطفال ربما لتأخرهم أو لصفات غير موجودة في هذه المرحلة ، ومن خلال هذا البحث حاولت أن أجمع مجموعة من الرسومات التي تخص هذه المرحلة وحاولت أن أقارنها بنفس الخصائص والسمات التي تتبين لنا في مرحلة محاولة تحضير المدرك الشكلي ففي هذه المرحلة بالذات أتجه الطفل فيها بإعداد نفسه إلى عمل مدركات أو رموز أو أشكال غير معروفة وغير متساوية ولكن لها دلالات خاصة عند الأطفال وذلك تبين لي عندما حاولت ان أطرح الموضوع الذي أريد من الأطفال أن يرسموه فلاحظت أن بعضهم لم يلتزم بالموضوع المطروح إنما توجه إلى موضوع آخر ربما ذلك لان الموضوع الثاني يرتبط عندهم بدلالات معينة عندهم وقد لاحظت ، أن الطفل يلجأ إلى رسم الأشخاص أكثر من أي موضوع آخر.


رابعا / مرحلة المدرك الشكلي وتبدأ من 7 إلى 9 سنوات تقريبا

الصفات العامة يعتبر هذا الطفل في سن المرحلة الابتدائية من التعليم ، وغالبا ما توصف هذه المرحلة بأنها مرحلة الإتقان بعد الكسب ، والثبات الانفعالي بعد التذبذب الانفعالي والواقعية بعد الخيال . هذه هي أهم صفات المرحلة ، وبشيء من التفسير يمكننا أن نقول أن النمو العقلي لهذا الطفل يأخذ في الوضوح الذي تلمس من مظاهره قدرة هذا الطفل على الإبصار ، فيستطيع أن يدرك الأشياء القريبة والبعيدة وقدرته على السمع فيستطيع أن يميز بين الأنغام و الألحان ، وقدرته على الأعمال العضلية كاستعمال الأيدي أو الأصابع في الأعمال الجسمانية كالأشغال اليدوية ، وقدرته على اللعب حيث يميل الولد إلى اللعب المنظم الذي يحتاج إلى مجهود عضلي عنيف كلعب الكرة أو (عسكر وحرامية ) وحيث تميل البنت إلى اللعب الذي يحتاج إلى تنظيم في الحركات ودقة في التعبير كالرقص أو ( الجملة ) .ويلاحظ أيضا قدرة هذا الطفل على التفكير المنطقي المحسوس ، فبعدما كان إدراكه للعلاقات الخارجية يعتمد على العديد في المرحلة السابقة ، أصبح في هذه المرحلة يعتمد على الوصف وسيعتمد على التفسير في المرحلة القادمة ، والفرق بين العدد والوصف هو أن العدد يعتمد على التفكير الخيالي أما الوصف فيعتمد على التفكير المنطقي المحسوس ، بجانب هذا يستطيع طفل هذه المرحلة أن يركز انتباهه ولكن في حيز يسير ولمدة قصيرة وفي مشكلات واقعية ويساعده في ذلك قدرته نوعا ما على الانتباه الإرادي الذي يتطلب منه السيطرة على النزوات النفسية والتحكم في الرغبات الشخصية ، لهذا فقدرة هذا الطفل على الحفظ الذي يعتمد على التكرار قدرة ملحوظة – زد على هذا أن لعب هذا الطفل يتميز بالواقعية لا بالخيال كما كان في المراحل السابقة كما أنه يتصف بالنشاط الكثير لدرجة أن هذا الطفل لا يعرف التعب أو الملل إلا إذا كانت أعماله بعيدة عن ميوله أو أكبر أو أقل من استعداداته . أما عن الصفات الانفعالية فهي تمتاز بالاستقرار والثبات ، إذ يشاهد هذا الطفل وهو يحاول أن يسيطر على نفسه لانه يرغب في أن لا يفلت زمام نفسه وسبب هذا شعوره بفرديته واهتمامه بالناحية الموضوعية في عالمة الخارجي فبعدما كانت انفعالاته مركزة حول حاجاته الفسيولوجية في مرحلة ما قبل التخطيط أصبحت الآن مركزة نحو البيئة الخارجية بما فيها من مهن مختلفة كالهندسة والطب والطيران …وإذا كانت هذه هي أهم الصفات الانفعالية لهذا الطفل فأنه يميل أيضا نحو استعمال الأدوات وصنع الأشياء وحلها وتركيبها أي تغلب على أعماله الناحية العملية ، لذلك يسهل عليه التعلم عن طريق الممارسة .أما عن الناحية الاجتماعية فالملاحظ على طفل هذه المرحلة أنه يبدى استعدادا كبيرا نحو الكبار فيستمع إلى آرائهم ومعتقداتهم ، كما يلوح لنا أيضا أنه مستعد لمناقشة بعض المسائل الاجتماعية كالتقاليد والنظم المتصلة بحياته الخاصة وحياة الأسرة و المدرسة ومجتمعه الصغير ن كما أنه يحترم ويشعر بفردية الآخرين حيث أنه كثير ما يشاهد وهو يحابي بعض الناس ويكره البعض الأخر ، ويصف بعض منهم باللطف والبعض الأخر بالشدة أو اللين . وكل هذا راجع إلى شعوره بفردية وكيانه وسط المجتمع الذي يعيش فيه ، وفوق نجد أن الطفل في هذه السن ينفر من الجنس الآخر ، أي يميل الولد نحو الولد والبنت نحو البنت لدرجة أنه كثيرا ما يتكون منهم أو منهن جماعات شبه طائفية . أما إذا شوهد وهو يلعب فلعبة يكون منعزلا على العكس من لعبه في المرحلة السابقة عندما كان منفردا أو في المرحلة القادمة عندما سيكون لعبا جماعيا

الصفات الفنية / ذكرنا في حديثنا عن طفل هذه المرحلة بأنه يتصف بالإتقان والاستقرار والواقعية وأثر هذا ملحوظ في تعبيره الفني ، بمعنى أن رسوم هذه المرحلة أصبحت بفضل الوعي الفكري والاجتماعي الذي أحرزه هذا الطفل رسوما حرة طليقة تنم عن شخصيته وجرأته في التعبير خصوصا إذا كان حظه من التوجيه السليم وافرا،وعندما حاولت في هذا البحث أن أدرس هذه الرسوم التي تمر في هذه المرحلة تبين لي أنها غنية ببعض الصفات نذكر منها ما يلي:-

التكرار في الرسوم .

المبالغة والحذف في الرسوم

التسطيح .

الشفوف .

الجمع بين مسطحات مختلفة في حيز واحد .

الجمع بين أزمنة وأمكنة مختلفة في حيز واحد .

خط الأرض .

هذه هي أهم الصفات التي لاحظتها على رسوم طفل هذه المرحلة ، ونستطيع أن نتبين ذلك من خلال الرسومات المرفقة في البحث والتي تخص هذه المرحلة ونقول بأنها صفات لان القدامى كانوا يعتبرونها اخطاء، والفرق بين الصفة والخطاء ينحصر في أن الصفة جزء من كيان أو طبيعة الفرد يجب علينا احترامها ، أما الخطاء فشئ غير مرغوب فيه علينا علاجه إلى الأفضل ، من هذا كان واجب المربي احترام هذه الصفات والعمل على تجنبها وتهيئة الفرصة كي يشبع الطفل رغبته منها ، وقبل أن نترك هذا الحديث يجدر بنا أن نعلم أن هذا الطفل لديه مدركا لونيا بالنسبة لعناصر البيئة يكررها باستمرار ، فمثلا يتخذ لنفسه مدركا لونيا للأشجار يستخدمه في كل شجرة يعبر عنها ولكنه يقلع أحيانا عن استخدام هذا المدرك اللوني تبعا لانفعالاته الخاصة .

رسوم الطفل في هذه المرحلة أصبحت رسوما حرة طليقة تنم عن شخصيته وجرأته في التعبير وإذا درسنا هذه الرسوم نلاحظ أنها غنية ببعض الصفات نذكر منها ما يلي :-

1. التكرار المستمر في الرسوم ، الملاحظ على طفل هذه المرحلة أنه قد استقر على رموز أو مدركات شكلية خاصة به تعبر عن عالمة الخارجي يكررها بشكل مستمر ، فمثلا إذا طلب منه التعبير عن شجرة فإنه يعبر عنها برمز معين خاص به ، ثم إذا طلب منه مرة ثانية أو ثالثة أو رابعة أن يعبر عن شجرة فإنه يعبر عنها بنفس الرمز المعين السابق ، وكما يقال من تعبيره عن الشجرة يقال عن الأشخاص والحيوانات والزهور وما إلى ذلك من العناصر المحيطة ببيئته الخارجية .

2. المبالغة والحذف في الرسوم .طفل هذه المرحلة يبالغ في رسومه رغبه منه في تأكيد وإظهار العناصر أو الأشياء التي يريد أن يعبر عنها لأنها لها قيمة بالنسبة إليه في إثناء عملية التعبير ، ويحذف في رسومه العناصر التي ليس لها قيمة بالنسبة إليه في أثناء عملية التعبير ومظاهر هذه الصفة كثيرة نلمسها عندما يرسم الطفل المدرس مثلا بحجم كبير بالنسبة للتلاميذ ، أو القائد بشكل مبالغ فيه بالنسبة للجنود ، وإذا ما طلب منه التعبير عن شخص يجري أو يقفز فإنه يلجأ إلى المبالغة في الأرجل فيرسمها بشكل أكبر وأطول عن باقي الأجزاء ، وإذا ما طلب منه التعبير عن رجل يأكل فإنه يلجأ إلى المبالغة في الوجه والأيدي ويحذف باقي أعضاء الجسم لأن استعمالها وقيمتها في هذا الموقف محدودة .

3. التسطيح .المقصود بالتسطيح هو أن يرسم الطفل مثلا منضدة موضحا أرجلها الأربع ، أو منزلا موضحا جوانبه الأربعة أو سيارة موضحا عجلاتها الأربع ، أو كأنه يرسم انفرادا لهذه الأشياء .

4. الشفوف أو الشفافية من مظاهرها أن يعبر الطفل مثلا عن النهر موضحا ما يحتويه من أسماك أو المنزل مبينا ما بداخله من أثاث أو الأشجار موضحا جذورها . وهذا دليل ملموس على أن الطفل يرسم ما يعرفه لا ما يراه من الأشياء .

5. الجمع بين مسطحات مختلفة في آن واحد ( الأوضاع المثالية ) .يلجأ الطفل إلى الجمع بين مسطحات مختلفة في حيز واحد كأن يرسم في فراغ واحد مجموعة من العناصر كل منها مرسوم في وضع يختلف عن الأخر .

6. الجمع بين أمكنه وأزمنة مختلفة في حيز واحد ، فمثلا إذا طلب منه التعبير عن حجره بها عدد من الأشخاص ، فيرسم الحجرة كأنه ينظر إلى جدرانها من أعلى أو الأشخاص كأنه ينظر إليهم من الأمام وإذا كان هناك منضدة فيرسمها من الجانب ، ولكن إذا نظرنا إلى كل عنصر في هذه الصورة نلاحظ انه يمثل الشيء المراد التعبير عنه بشكل كامل أو في وضعه المثالي .

7. الجمع بين الأمكنة والأزمنة المختلفة للقصص في حيز واحد كما لو كان يعرض علينا شريطا مصورا للحوادث والمشاهدات في فراغ واحد ويظهر هذا جليا عندما يعبر الطفل عن معركة حربية مثلا ، فيرسم خطوات المعركة بأزمنتها وأمكنتها المختلفة في صفحة واحدة .

8. خط الأرض .أما عن خط الأرض فهو من أبرز صفات هذه المرحلة وينحصر مظهرة في أن الطفل عندما يعبر عن عناصر البيئة يرسم خطوطا أفقية في نهاية كل عنصر معبرا عن الأرض التي ترتكز عليه ويرجع ذلك إلى أن الطفل في تعبيره الفني يعتمد على خبرته البصرية وقد يرجع ذلك أيضا إلى أن سبب هذا راجع إلى الخبرات الحسية التي أكتسبها الطفل من وضعة الأفقي وهو مستلق على سريرة ومن وضعة الرأسي وهو مستيقظ .


خامسا /مرحلة محاولة التعبير الواقعي من 9 إلى 12 سنة تقريبا

نلاحظ على أن طفل هذه المرحلة تحول عن المدركات الشكلية واستخدام العلاقات أو المظاهر التي تعبر عن فردية الأشخاص أو الأشياء محاولا في ذلك على الخبرة البصرية في التعبير .فمثلا إذا طلب منه التعبير عن شخص فإنه يلجا إلى إظهار الميزات الخاصة به من ملابس أو غطاء الرأس أو الشارب أو اللحية كما يبدأ في التحول عن بعض الصفات السابقة كخط الأرض ويبدأ في التعبير عن القريب والبعيد من الأشياء محولا تغطية بعضها لبعض ، كما يبدأ في التحول من المدرك اللوني ويستخدم اللون في بعض الأحيان معتمدا على الخبرة البصرية .

الصفات العامة /لا تختلف صفات هذا الطفل عن المرحلة السابقة فكل ما تطرأ عليه الآن هو تأكيد أو استمرار للصفات السابقة ، فإذا كان طفل المرحلة السابقة يمتاز بالإتقان والاستقرار الانفعالي والواقعية ففي هذه المرحلة اكثر أتقانا وأكثر استقرارا وأكثر واقعية ، زد على هذا ما يمتاز به طفل هذه المرحلة من شعور بالفردية ويترتب على هذا شعور قوي بالفروق الجنسية أي الفروق التي يمتاز بها الولد عن البنت وبالعكس، لهذا نلاحظ فكرة الطائفية عامة بين أطفال هذا السن .

الصفات الفنية / أما عن الصفات الفنية فهي في مجموعها تكملة للتطور الطبيعي الذي طرأ على حياة الطفل ، فمثلا كان يلجأ الطفل في المرحلة السابقة إلى استخدام المدركات الشكلية ويكررها بشكل شبه آلي ، أما الآن وقد زاد وعيه للعالم الخارجي وزاد معه شعوره بفرديته ومكانته كفرد صغير يعيش في وسط معين أصبحت وسيلته الأولى في التعبير لا تلائم التطور الجديد ، لذلك نلاحظ على طفل هذه المرحلة تحول من المدركات الشكلية واستخدام العلامات أو المظاهر التي تعبر عن فردية الأشخاص أو الأشياء ، وهو في ذلك محاولا الاعتماد على الخبرة البصرية في التعبير ، فمثلا إذا طلب منه التعبير عن شخص فأنه يلجأ إلى إظهار الميزات الخاصة به من ملابس أو غطاء الرأس أو الشارب أو اللحية . وليس الأمر مقصور على هذا بل يبدأ الطفل في التحول عن بعض الصفات السابقة كخط الأرض ويبدأ في التعبير عن القريب والبعيد من الأشياء محاولا تغطية بعضها لبعض ، كما أنه يبدأ في التحول من المدر اللوني ويستخدم اللون في بعض الأحيان معتمدا على الخبرة البصرية . ولقد تأكدت على أن هذه الصفا ت والسمات موجودة في نفس العمر الذي يمر به هذا الطفل وأهم هذه الصفات هو أن الطفل في هذه المرحلة يرسم ما يراه لا ما يعرفه وقد تبين لي ظهور صفات جديدة وهي أن كثير من الأطفال قد يتميزوا بالأتجاه البصري أكثر من الأتجاه الذاتي وذلك واضح في رسومات الأطفال في الأشكال

سادسا /مرحلة التعبير الواقعي من 12 إلى 14 سنة تقريبا

تلميذ هذه المرحلة قد بدأ يعتمد على الخبرة البصرية في التعبير – حتى إذا ما طلب منه رسم شخص فإنه يهتم بالتفاصيل والنسب المختلفة مبينا إذا ما كان الشخص قريبا فيرسمه بحجم كبير ، وإذا ما كان بعيدا فيرسمه بحجم صغير ، وإذا ما أراد أن يستخدم اللون فيعتمد أيضا على الخبرة البصرية أي أنه يتخذ الناحية البصرية مقياسا في تعبيره الفني .ويمكننا أن نفرق بوضوح بين أساليب هذا السن في التعبير الفني فمن التلاميذ من يطلق عليه بالنوع البصري ، ومنهم من يطلق عليه بالنوع الذاتي ، ومنهم من يطلق عليه بالنوع الذي يجمع بين البصري والذاتي معا والفرق بين هذه الأساليب الثلاثة ينحصر في :-

= أن النوع البصري يعتمد على خبراته البصرية في التعبير.

= أن النوع الذاتي يعتمد على خبراته ككل في التعبير.

= أن النوع الذي يجمع بين البصري والذاتي يعتمد على خبرته البصرية والذاتية في التعبير فلا هو بالبصري ولا هو بالذاتي بل هو الاثنين معا في التعبير الفني .

الصفات العامة / الصفات العقلية – نظرا للتغيرات الكثيرة التي تنتاب المراهق وخاصة التغيرات الانفعالية التي بدورها تؤثر على العمليات العقلية ، نلاحظ تعثرا في ذكاء المراهق ، وليس معنى هذا أن الذكاء يقف عن النمو عند مرحلة المراهقة بل يتعطل بعض الشيء ، ولولا هذا لما لاحظنا الفروق الفردية بين المراهقين في الذكاء والقدرات الخاصة ، ولا سيما وأننا نلمس بوضوح في هذه الفترة التلميذ الذكي من التلميذ الضعيف العقل ، ومن يتميز بالميل المهني من العلمي أو الفني . إلى جانب هذا فقدرة المراهق على الانتباه قدرة ملموسة ، إذ يشاهد وهو لديه الاستعداد على أن يركز انتباهه في مشكلات معقدة وفي فترات طويلة على العكس من تلميذ المرحلة الابتدائية الذي يتميز بالقدرة الممدودة الانتباه نوعا ما . ومن الطبيعي أن يصاحب القدرة على الانتباه القدرة على التذكر ، فمن المشاهد على تلميذ المرحلة الثانوية أن لديه القدرة على التذكر الذي يعتمد على الفهم والمرتبط بالمنطق غالبا ، لذلك فتفكير المراهق يعتمد في أغلب الأحيان على التجريد المبني على الألفاظ المعنوية ، وهذا ما يساعده على التفكير المجرد في مواد كالحساب والجبر والهندسة .

الصفات الانفعالية – تحتل الناحية الانفعالية في مرحلة المراهقة منزلة كبيرة وذلك رجع إلى سببين :-

أولا/ إلى التغيرات النفسية التي تدور حول الدافع الجنسي ، لا سيما وإن هذا الدافع يولد حالة جديدة لم يسبق للمراهق أن مر بها من قبل ، ومهما حاولنا تجنب الحديث عن الدافع الجنسي ، فأننا لا بد أن نسلم بقيمته وأثرة في سلوك الفرد خصوصا وأن العلم الحديث أصبح يتحدث عنه بكل صراحة مبينا أثر التوجيه السليم في حياة الفرد المستقبلية ، ويذكرنا كذلك بأن الدافع الجنسي دافع فطري يشترك فيه الإنسان والحيوان ، ويتأخر ظهوره عند الإنسان بالنسبة لباقي الكائنات الحية الأخرى ، كما أنه لا يحدث فجأة بل تعتبر المراحل السابقة التي يمر بها الطفل تحضيرا لمرحلة المراهقة كما لو كان الدافع الجنسي نتيجة للنمو المستمر الذي يحدث منذ الولادة .إلى جانب هذا يجدر بنا أن نعلم أن الدافع الجنسي يختلف في ظهوره تبعا لاختلاف الأفراد ، وتبعا لاختلاف بيئاتهم .

ثانيا / إلى التغيرات الجسمانية الظاهرة المصاحبة للدافع الجنسي التي من أمثلتها استطالة القامة ونمو الشعر على الساعدين وعلى الشفة العليا عند الولد وحول الأعضاء التناسلية وتحت الإبط ونمو الثديين عند الفتيات وتضخم الصوت عند البنين ورقته عند البنات ، وإلى التغيرات الجسمانية الخفيفة مثل نشاط الغدد كالغدد التناسلية ، وإفراز العرق المصاحب برائحة معينة . لهذين السببين نلاحظ أن من أبرز المظاهر الانفعالية التي تظهر بجلاء هي قلق المراهق _ فهو لم يعد ذلك الصغير الذي لم يهتم بالجنس الآخر بل اهتمامه بالجنس الآخر على جانب كبير من الأهمية ، علاوة على هذا أن لديه عدة أمور وتغيرات داخلية يود أن يصرف عنها الكثير بجانب الدافع الجنسي الذي يود أن يحققه ، ولكن المجتمع الخارجي يقف حائلا دون تحقيق كل هذه الرغبات النفسية فينشأ نتيجة لهذا أنواع من الصراع في نفسية المراهق فتارة نراه يتأرجح بين التهور والجبن وتارة بين المثالية والواقعية وتارة أخرى بين الغيرة والأنانية أو بين الغضب والاستسلام ، ومظهر آخر للصراع الذي يؤثر في سلوك المراهق هو الصراع الناتج بين احترامه لنفسة واعتداده بشخصيته وبين خضوعه للمجتمع القوي العنيف الذي لا يعترف بشخصيته ومما يساعد على هذا الصراع تذبذب انفعالات المراهق وحرقها وعدم توازنها مع قدرته العقلية فالبرعم من أنه قادر على أدراك الحقائق الاجتماعية إلا أن انفعالاته غالبا ما تغلب على تفكيره .لذلك ينبغي أن ننظر إلى المراهق على أنه شخصية تعاني أزمات نفسية حادة ، فنعطف عليه ونعامله معاملة الكبار فيخلص لنا بدوره فنستطيع أن نعلمه معنى الشرف عن طريق القدوة ، ونستعمل معه الحلم إذا ما أخطاء لعله يدرك الصواب بطريقة غير مباشرة فيشعر أن المدرس مرشد أكبر أو رائد يلجأ إليه في حل المشكلات العامة أو الخاصة .

ج) الصفا ت الفنية.

أما عن الصفات الفنية لتلميذ هذه المرحلة فيمكننا أن نلمسها من الاسم اللفظي للمرحلة نفسها ، بمعنى أن تلميذ هذه المرحلة قد بدأ فعلا يعتمد على الخبرة البصرية في التعبير ، حتى إذا ما طلب منه رسم شخص فإنه يهتم بالتفاصيل والنسب المختلفة مبينا إذا ما كان هذا الشخص قريبا فيرسمه بحجم كبير وإذا ما كان صغيرا فيرسمه بحجم صغير ، وإذا ما أراد أن يستخدم اللون فيعتمد أيضا على الخبرة البصرية أي يتخذ الناحية البصرية مقياسا في تعبيره الفني .وذلك راجع إلى النمو الذي طرأ عليه من ناحية قدرته العقلية وأسلوبه المنطقي في التفكير. ولكن الصفة الجديرة بالذكر في هذه المرحلة تتلخص في أنه يمكننا أن نفرق بوضوح بين أساليب هذا السن في التعبير الفني فمن التلاميذ من يطلق عليه بالنوع البصري ، ومنهم من يطلق عليه بالنوع الذاتي ومنهم من يطلق عليه بالنوع الذي يجمع بين البصري والذاتي معا .والفرق بين هذه الأساليب الثلاثة ينحصر في أن النوع البصري يعتمد على خبراته البصرية في التعبير ، مثله مثل الشخص الذي ينظر إلى الحياة من وراء نافذة حتى إذا ما طلب منه التعبير عن مشهد من المشاهد أهتم بالنسب التي تكون عليها الأشياء متوخيا المقياس أو الخبرة البصرية .أما النوع الذاتي فيعتمد على خبراته ككل في التعبير ، مثل الشخص الذي ينظر إلى الحياة من ناحيته الذاتية ، حتى إذا ما طلب منه التعبير عن مشهد من المشاهد كانت نسب الأشياء نسبا خاصة والقريب والبعيد منها تبعا لما يراه هو كذلك اللون فاستخدامه له استخداما خاصا أو ذاتيا . أما النوع الذي يجمع بين البصري والذاتي فيعتمد على خبرته البصرية والذاتية في التعبير ، فلا هو بالبصري ولا هو بالذاتي بل هو الاثنين معا في التعبير الفني .ولكن دعنا نتساءل أي النوعين أفضل من الآخر؟ الحقيقة أن هذا الأنواع من الأساليب لا فرق بينها من حيث القيمة فلكل منهما قيمة فنية ، وحيث أن القيم الفنية لا فرق بينها ، إذا على المدرس أن يحترم كل نوع من هذه الأساليب ويعمل على تنمية كل منها حسب اتجاهه إلى جانب هذا يجدر بنا أن نعرف أن التجارب قد أثبتت أن نسبة البصري إلى الذاتي هي كنسبة 4 : 1 . في هذه المرحلة بالذات لاحظت أن الأطفال لا يوجد عندهم ميول نحو ممارسة أي نوع من أنواع النشاط وكذلك لاحظت قلية الإنتاج الفني وربما ذلك يرجع لسبب في أن الأطفال في هذه المرحلة يحاولون أن يرسمون مثل الواقع أما من ناحية الألوان فلاحظت أن الأطفال البصريون يستطيعوا أن يتوصلوا لتدرج اللون الواحد ، أما الذاتيين فلا يلتزمون بالون الموجود في الواقع وإنما يضعه وفق انفعاله وكيفية علاقته بهذا اللون وقد ضمنت البحث مجموعة من الصور التي ربما تدلل على تطابق الصفات مع نفس السمات التي تمر بها هذه المرحلة


سابعا / مرحلة المراهقة وتبدأ من 14 إلى 17 سنة تقريبا


الصفات العامة – لا تختلف الصفات الفعلية والانفعالية والاجتماعية لتلميذ هذه المرحلة عن تلميذ المرحلة السابقة ، فإذا اعتبرنا أن المرحلة السابقة هي بداية المراهقة ، ففي الواقع أن هذه المرحلة هي استمرار لها ولكن في شيء من التأكيد والوضوح ، لذلك نلاحظ على تلميذ هذا السن التذكير المنطقي المجرد والقدرة على الانتباه ويصاحبها القدرة على التذكر المبني على الفهم ..أما عن الصفات الانفعالية فلا يزال تلميذ هذه المرحلة مذبذبا في انفعالاته نتيجة للتغيرات التي طرأت عليه من قبل ، وشغوفا بالجنس الأخر ، يهتم به ويود أن يعرف منه الكثير ، أما عن الصفات الاجتماعية فرغبته في أن يعامل معاملة الكبار له ما لهم رغبته أكيدة واضحة ، إلى جانب رغبته في الاستطلاع والبحث وحب الذات وحب الاجتماع
الصفات الفنية – أما عن الصفات الفنية فهي نفس الصفات التي نلاحظها على تلميذ المرحلة السابقة أي أننا نلمس بوضوح الفروق المختلفة بين أساليب التلاميذ فالنوع البصري نستطيع أن نميزه من النوع الذاتي والنوع الذي يجمع بين الاثنين ، وهاذين النوعين نستطيع أن نفرق بينهما بسهولة أيضاء إلى جانب هذا نلاحظ ظاهرة جديدة وهي رسم أنصاف أو أجزاء من الأشياء التي يود التلميذ أن يعبر عنها ، فمثلا نشاهد أن هذا السن يرسم رجل أو جزاء من شجرة أو منزل والسبب في ذلك راجع إلى اعتماده على الخبرات البصرية في التعبير الفني .