قرأت هذه المقالة للدكتور عباس يار المستشار الثقافي للسفارة الايرانية في قطر

بعنوان : ( الخوط أوجدت علاقه تواصل بين الحارتين العربيه و الفارسيه ) آمل أن تحوز رضاكم وتناقشو المعلومات التي فيها والرد عليها ..

يقول فيها

اختراع الحروف و الخط و الكتابه يعتبر من اكبر و اهم اختراعات الانسان منذ بدايه التاريخ ولولا الكتابه والخط لما وصلنا شيء من تراث الاولين وما انتقلت افكار الاجيال الماضيه الي الاجيال الا خري و ما شهدت البشريه حضاره متطوره وما سما الانسان الي هذه الدرجه من العلم و العرفه.واذاامعنا النظرفي دراساتناالتاريخيه سيتضح جليا ان جميع العلوم والفنون و تطور الثقافات و الحضارات البشريه كانت وما تزال رهينه تطورالخط والكتابه.

في هذا المقال نحاول تقديم دراسه شامله حول الخط في ايران علي مد العصوروان نشير الي انواع الخطوط التي استخدمهاالايرانيون في الماضي و كذلك جذور الخطوط التي يستخدمها الخطاطون الايرانيون في الوقت الحاضر عسي ان نفدم خدمه للباحثين في هذا المجال.

يعتبر الخط او الكتابه الهير و غليفيه من اقدم الخطوط“ الحروف” حيث استخد مت في مصر قبل حوالي 3 الاف سنه قبل حوالي 3 آلاف سنه قبل الميلا يعني في زمن لم يكن الانسان يعرف فيه معني اللغه و لا المنطق بها و كان هذا الخط الوسيله الوحيده لعرض الفكر البشري عن طريق رسم العلانات و الاشكال و الخطوط علي الحجر و التربه . و طبعا لم يكن الخط الفعلي و الحروف التي نستخدمها حاليا موجوده بهذه الصوره حتي قبيل الميلاد انما كانت في الغالب علي شكل رسوم و علادم و خطوط خاصه لكن مع تطور الانسان من الناحيه الفكريه و الاجماعيه علي مدد العصور شهدت الكتابه اييضا تطورا كبيرا بحيث اصبح الانسان قادرا علي بيان افكاره للآخرين عن طريق الكتابه و ليس عن طريق الرسوم و الاشكال و الخطوط.

و قد جاء في نصوص اساطير الحضاره الايرانيه و في روايات الزراد شتيه الفهلويه بان الايرانيين كانوا يعرفون الكتابه و القراءه و يتداولونها حتي انهم نسبوا اختراع الخط و الكتابه الي “ طهمورث زيناوند ” حيث جاء في احدي الروايات انه عندما انتصر الملك الايراني “ طهمورث بيشدادي ” في حربه مع الشيطان “ اهريمن” وقعت مجموعه من الغيلان اسري بيد ملك ايران فطلبت من الملك بالا يقتلهم و قالوا لو اطلقت سراحنا سنعلمك فنا لم يعرفه احد حتي الآن فعلموه سبعه انواع من الخطوط لم يكن يعرفها احد قبله حتي ذلك الوقت.

كما جاء في كتاب وثائق السرياني بان زرادشت كتب المعروف افيستا “ اوستا ” بسبع لغات هي : السريانيه ، الفارسيه ، الآراميه ، السك ستانيه ، المروئيه ، اليونانيه ، العبريه.

و يشير بعض المؤرخين من الاعراب و الايرانيين الي ان الايرانيين كانوا يستخدمون خطا صعب القراءه و الكتابه قبل حوالي 41 قرنا قبل الميلاد اي قبل حوالي 6100 سنه و مخترع هذا الخط كان شخص يدعي “ يوذاسف” كما اختراع عجيبا قبل ميلاد الزرادشت ب 18 قرناادي الي نشر العلوم و المعارف الدينيه الي مختلف المناطق.

و اشار ابن النديم في كتابه المعروف “ الفهرست ” الي الخطوط السبعه التي كانت تستخدم في ايران آنذاك و هي :

1- دين دبيره : و تعني الخط الديني و هو الخط الذي كان يكتب به كتاب “ الاوستا ”.

2ـ ويش دبيره : و هو خط أو لغه تتكون من 365 حرفا و كان الايرانيون يستخدمونها لتسجيل و كتابه الاصوات و النغمات و الاشارات و كذلك التقارير الخاصه بالاحكام .

3ـ كستج “ غستج ” : و تتكون من 28 حرفا.

4ـ نصف كستج : و تتكون من 28 حرفا ايضا و كانت خاصه لكتابه القضايا المتعلقه بالطب و الفلسفه.

5ـ شاه دبيره : و تتكون من 33 حرفا و هي لغه بالملوك و الاسره الملكيه.

6ـ راز مهريه : تتكون من 24 حرفا و كانت خاصه بملوك و شعوب المناطق الاخري.

7ـ رأسي مهريه*: تتكون من 24 حرفا و هي لغه متداوله كانت تستخدم لتوضيح الواضيع الفلسفيه و المنطقيه.

أول خط إيراني

يتفق جميع العلماء و المستشرقون علي ان جميع الخطوط التي نسميها اليوم بالخطوط المسماريه كانت تتعلق بالسومريين الذين كانوا يعيشون في جنوب العراق قبل حوالي 14 آلاف سنه قبل الميلاد حيث تلك المنطقه تسمي آنذاك شنعار. و اقدام الوثائق المتوافره لدينا من العهد الهخامنشي مكتوبه بالخط المسماري من هنا يتضح ان الايرانيين القدماء كانوا يكتبون لغتم بالخط المسماري .. و الخطو المسماريه كما يتبين من اسمها تتركب من اشكال افقيه و عموديه و منحنيه تشبه الي حد كبير شكل المسامير في حالاتها المختلفه و من هنا عندما شاهد الاوروبيون هذا الخط في القرن التاسع عشر سموه بالخط المسماري.

و في الكتابه بالخط المسماري كانت الاقوام و الملل تستفيد من 800 الي عده آلاف علامه الا ان الايرانيين استخدموا ذكاء هم و تمكنوا من ايجاد تغييرات في الخط المسماري اذ حذفوا كثيرا من العلامات و اوجدوا الحروف الالفبائيه. و بما ان جميع الخطوط الفارسيه و الايلاميه و الاشوريه كانت كلها من الخطوط المسماريه الا ان التاريخ يثنت بان الخط المسماري الايراني كان اكمل و اسهل بكثير من الخطوط المستخدمه لدي بقيه الشعوب الاخري و افضل منها. و كانت الحروف المسماريه الايرانيه تكتب من اليسار الي اليمين و كانت فيها 42 علامه كان الايرانيون يستخدمونها لبيان الاصوات المركبه خمس علائم منها كانت تدل علي معني خمس كلمات و هي : اهورامزدا ، الملك ، البلد ، الله ، الارض و ثلاث تدل علي الحروف الصوتيه و هي : أ ، او ، اي. و علامه بمثابه نقطه للتوقف و البقيه 32 هي رموز الحروف الصامته التي تتركب مع الحروف الصوتيه لتشكيل الكلمات.

و لم يكن الخط المسماري يستخدم كثيرا نظر ا لصعوبه كتابته و كان لا يستخدم الا في الكتابه علي الحجرأو المسكوكات النقديه فيما كان الناس لا يستخدمونه ابدا. و من هنا بدأ هذا الخط بالزوال تدريجيا في عهد حكم “ الشكانيون” حتي نسخ تماما .. اما اقدم كتابه بالخط المسماري الايراني فتوجد في الوقت الحاضر و هي كتابه كوروش الكبير “ قوروش C yrus ” التي يرجع تاريخها الي العام 538.

الخط الآرامي “ الفهلوي ”

يعتقد عدد من الباحثين في الشرق و كذلك علماء الآثار الحضاريه ان الخط المسماري كان لا يصلح للمراسلات العاديه و في الحقيقه كان صعبا جدا. و من هنا استخدام الناس الخط الآرامي انتشر في آسيا في تلك الفتره بشكل عجيب . و بهذا الشكل زال الخط المسماري بالتدريج في زمن الاشكانيين وحل محله الخط الآرامي . و تدل المسكوكات النقديه و الكتابات و الآثار الاخري الباقيه من عهد الهخامنشيه علي ان الخط الآرامي كان شائعا في انحاء ايران في تلك الفتره.

الخط الفهلوي “ الاشكاني و الساساني ”

في عهد “ الاشكانيه ” ظهر خط جديد علي اساس الخط الآرامي سمي بالخط الفهلوي حيث انمحي الخط الآرامي بالتدريج و حل محله الفهلوي . و كان الخط الفهلوي يكتب من اليمين الي اليسار كما ان حروفه التي كانت ما بين 18 ـ 25 حرف كتبت مفصوله عن بعضها الا ان هذا الخط كان يفتقد للحروف الصوتيه كما ان بعض حروفه كانت تلفظ بالفاظ مختلفه و هذا ما كان يسبب مشاكل كثيره في الكتابه . و الخط الفهلوي نوعان : الخط الفهلوي الاشكاني و الخط الفهلوي الساساني و قدتم اقتباس الخط الفهلوي الساساني من الخط الاشكاني .

الخط الافيستائي “ الاوستائي ”

قبل كتابه و تدوين كتاب “ الافيستا ” كان كبار علماء الدين الزرادشتي يحفظون مواضيع “ الافيستا ” في ادمغتهم و و يخزنونها في ذاكرتهم لانه لم يكن لهذه اللغه التي كانت لغه قديمه لسكان شرق ايران خط أو كتابه واستمر هذا الامر حتي اواسط العهد الاشكاني حيث قام علماء الدين الزرادشتيه بكتابه ما تبقي من “ الافيستا ” بعد سيطره اليونانيين والمقدونيين علي ايران لكنهم لم يفلحوا علي ما يبدو في تحقيق ذلك كما انهم ادركو في تلك الفتره بان الخط الفهلوي لا يخلو من الشكال لكتابه الالفاظ الصحيحه لكتاب الافيستا و من هنا قرر موبد ايران الكبير “ آذر بدما راسيند ” كبير علماء الزرادشتيه و بقيه علمائهم في زمن شاهبور الثاني “ 310 ـ 379 ” استخدام الخط الفهلوي لتسجيل الاناشيدالدينيه و سموا هذا الخط ب“ دين دبيره ” يعني الخط الديني .. و يعترف علماء اللغه بان هذا الخط كان اكمل خطوط تم اختراعها و كان من اكمل الخطوط التي اخترعها البشر حتي الآن انها تحمل نموذجا كاملا للحروف الالفبائيه بحيث يمكن كتابه جميع اللغات المتداوله في العالم بهذا الخط . و كانت حروف اللغه الافيستائيه 24 حرفا تكتب بشكل مفصول عن بعضها كما كانت تكتب من اليمين الي اليسار . و بما ان الخط الافيستائي يحتوي علي حركات الاعراب فقد كانت كتابته و قراءته سهله جدا . بحيث ان اي واحد يعرف الحروف الافيستائيه يتمكن من قراءته بسهوله .

الخط الكوفي

يعتبر الخط الكوفي من اقدم الخطوط الاسلاميه و هناك وجهات نظر متباينه حول انتشار هذا الخط و عدد قليل من علماء التاريخ يشيرون الي ان هذا الخط انتشر بين الاعراب قبل ظهور الاسلام بحو الي ربع قرن .

في بدايه ظهور الاسلام كانت اللغه الفهلويه هي السائده في ايران و كانت تسمي آنذاك ب “ الفارسيه الوسطي ” لكن بعد دخول الاسلام الي ايران و سيطره المعنويه الاسلاميه علي ابناء هذا البلد احتضت المدن الايرانيه اللغه و الخط العربي “ الكوفي ” لاسباب منها : سهوله خط هذه اللغه من جهه و صعوبه الخط الفهلوي و النواقص و الاشكالات الموجوده فيه من جهه اخري . و هذا الامر ساعد علي انتشار الخط الكوفي في انحاء المدن الايرانيه بسرعه منقطعه النظير .. و منذ تلك الفتره اصبح الايرانيون يكتبون بالخطين : الكوفي و النسخ و في النتيجه امتزجت الفارسيه بالعربيه و من هنا اصبحت الفارسيه ابلغ واغني و اوسع وافصح مما كانت عليه و هذا الامر اسفر عن ظهور لغه جديده سميت باللغه “ الفارسيه الدريه ” التي اصبحت فيما بعد اساس الادب و اللغه الفارسيه الحاليه . ازاء ذلك انمحي الخط الفهلوي بالتدريج و حل محله الخط العربي .

اما كيف تم اقتباس الحروف العربيه ووضعها محل الحروف الفارسيه فما يزال ذالك لغزا مجهولا لايعرفه احد. لكن ما يؤكد عليه الجميع هو ان الخط الكوفي كان و امده زادت عن قرن هو الخط الوحيد المشترك للغتين العربيه و الفارسيه و ان هذا الخط تكامل علي مر الزمن حتي بلغ الكمال في القرن الخامس الهجري حيث ابدع الايرانيون فيه فظهرت خطوط عديده و مختلفه في المناطق الاسلاميه واهم هذه الخطوط هو :

النسخ الذي يعتبره الخطاطون من الخطوط السته المعروفه و سمي بالنسخ لانه كان يستخدم “ بعد القرن الثالث الهجري ” لكتابه المصاحف و النسخ و في النتيجه حل محل الخط الكوفي و بتعبير آخر نسخ الخط الكوفي حتي عاد خطالا يستفيد منه احد. و ينسب اختراع هذا الخط الي ابن مقله ( 272 ـ 318 ق ) . و كان الايرانيون يستخدمون في كتابتهم اليوميه خط النسخ الذي كان يختلف عن خط النسخ الجديد و هذا الخط اصبح فيما بعد اساس خط النستعليق “ الخط الذي يستخدم حاليا في ايران ” . و يعتبر علماء الخط ان جميع الخطوط الاصليه السته مأخوذه عن خط النسخ و من هنا سمي خط النسخ بام الخطوط المشرقيه و تعرف هذه الخطوط الاصليه بين علماء الخط بالاقلام السته و هي : المحقق ، الريحان ، الثلث ، النسخ ، التوقيع ، الرفاع .

ثم خط التعليق و الذي ظهر منذا واسط القرن الثامن حيث شهدت الخطوط تطورا كبيرا و نشأت ثلاثه خطوط اسلاميه اخري باسم التعليق و النستعليق والنستعليق المكسر. و مع ان الحروف المستخدمه في هذه الخطوط هي البجديه العربيه الا ان هذه الخطوط تعتبر من الابداعات الخاصه بالفن الايراني . و هي الحقيقه و ليده الذوق و القريحه الايرانيه علي مدي 300 عام من العمل المتواصل والدؤوب . و سرعان ما انتشر هذا الخط في ارجاء البلاد الاسلاميه و اخذ بالتكامل حتي بلغ ذروته في تلك الفتره و بما ان خطاطي البلدان الاسلاميه مثل الهند والدوله العثمانيه و مصر قلدوا الخطوط المذكوره الا انهم لم يبلغوا ما توصل الايرانيون اليه .

بعد خط التعليق ظهر خطان جديدان و هما النستعليق و الآخر ما سمي بالخط المكسر فالنستعليق كان يسمي في البدايه خط “ النسخ تعليق ” ثم تغير اللفظ بالتدريج حتي اصبحت نستعليق سهوله للفظ . و يتميز هذا الخط بظاهره الجميل فسمي “ بعروس الخطوط الاسلاميه ” و من مميزاته انه حل مشكله عدم النسق الموجوده في خطوط النسخ والتعليق . و هذا في الحقيقه سبب رواجه . و اول من استخدام هذا الخط هو “ مير علي التبريزي ” و كان ذلك في حدود العام 800 الهجري .

يعتبر خط الثلث “ أم الخطوط ” و هذا الخط من الاقلام السته و يعرفه الخطاطون باسم “ ام الخطوط” لانهم يعتقدون بان بقيه الخطوط قد اقتبست منه . و خط الثلث علي نوعين الثقيل و الخفيف .

اما الخط الديواني فيشبه خط التعليق و يعرف بتواجد آثار خط الثلث و النسخ علي حروفه . و بما ان قراءه هذا الخط صعبه تقريبا و كان يستخدم لكتابه الشؤون و الامور المتعلقه بالديوان لذا سمي بالخط الديواني .

و قد شاع في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري حيث وضعه ابراهيم منيف ايام السلطان العثماني محمد الثاني بعد فتحه للقسطنطينيه فاصبح الخط الرسمي للبلاط الا ان هذا الخط انقراض في تركيا مع انقراض الدوله العثمانيه . الا ان المصريين و علي رأسهم الخطاط “ مصطفي بك غزلان” طوروه وظلوا يستخدمونه واوجدوا منه عده خطوط اخري .

خط السياق : و كان هذا الخط من الخطوط المتداوله بين كتاب الديوان حيث كانوا يكتبون الامور السريه للدوله به … الخط صعب جدالان كتابته تتم علي اساس حذف بعض الحروف واتصارها و كذلك حذف النقاط و اجزاء بعض الكلمات المتفق عليها بين العاملين في الدواوين الحكوميه حتي لا يفهمها احدغيرهم . واستخدم في ايران منذ القرن التاسع حتي القرن الثالث عشر منذ عهد السلجوقيه و حتي التيموريه و الصفويه و العثمانيه .

الخط الريحاني : و يعتبر هذا الخط من الخطوط السته المشهوره في الحضاره الاسلاميه هو منسوب للريحاني توفي عام 219 ق والبعض يعتبره من اختراعات “ ابن مقله ” و هذا الخط ظريف و جميل جدا .

خط الغبار : حسب علماءالخط يطلق هذا المصطلح علي كل خط ناعم و ظريف جدا سواء كان مكتوبا بالنسخ و الثلث أو النستعليق أو الخطوط الاخري . و هو خط غير قابل للرؤيه بالعين المجرده و كانت الدواوين تستخدمه لارسال البيانات و الاوامر الفوريه حيث كانت الورقه المكتوبه تشد علي السهم و ترمي الي الشخص المعني او انها كانت تشد بجناح الطير المدرب اذ يرسل الطير الي المكان المطلوب .

و سبب تسميه هذا الخط بالغبار يعود الي خط غبار الحلبه و هو خط لا يمكن رؤيته بالعين المجرده و كان يستخدم في دواوين البلدان المختلفه ويبدوان كتاب هذا الخط كانوا يستخدمون المكبرات اثناء الكتابه أو انهم كانوا يستخدمون اقلاما دقيق جدا .



تمت
ولكم التحية