:b: الأطفال حينما يعبرون تلقائيا بالرسم ينتجون رموزا وأشكالا وتكوينات لها مظاهر إبداعيه من هذه الزاوية يعتبر رسم الطفل الصغير أول محاولاته التشكيلية في الإبداع ، فحينما يضع الطفل خطا والخط يحصر مساحة والمساحة تتحول إلى رمز والرمز يتجاوب مع رموز أخرى يحصرها فراغ الورقة .التي سرعان ما تنبض بالمعاني وتدعو إلى التأمل في قدرة هذا الطفل التلقائية والذي لديه هذه الجرأة ليعبر مباشرة بالرسم وبدون تردد ، وعندما نستعرض رسوم كثيرة من مختلف المدارس نلاحظ أن هناك تفاوت في المستوى بعضها يظهر فيه الإبداع والبعض الأخر يغيب عنه الإبداع وليس ذلك لان هناك بعض الأطفال مبدعون والآخرون غير مبدعون وإنما يرجع في الحقيقة إلى توافر البيئة في توجيه تلك الرسوم ورعايتها فحينما يعكس المدرس على تلاميذه مجموعة من العادات الإيجابية كالدقة والحساب والتفكير قبل الرسم والوعي بالعلاقات واستغلال فراغ الصفحة وحسن استخدام القلم على سطح أملس فإن نمو هذه العادات المصاحبة للتعبير بالرسم يجعل هذا الرسم أصيلا وجيدا وفيه إبداع .إذا ما توافر مدرس ليس عنده الخلفية الكافية لفهم رسوم الأطفال وتذوقها وتوجيهها فإن النتيجة تكون رسوم أستهتاريه ليس فيها إبداع ، كل ما فيها عبارة عن تردد وشخبطة وعدم وضوح الفكرة وقلة الإحساس ومعنى ذلك أن الطفل لم يستخدم حواسه وقدرته بما يكفل له نتيجة جيدة .

مستوى الإنتاج .
النتائج التي يحققها الأطفال تتذبذب حسب مستوى المدرس ، فيوجد مدرس جيد عنده خلفية فنية جيدة يستطيع أن يصل إلى تحقيق 100% من النتائج الجيدة ، بينما هناك مدرس أخر قد لا يصل إلى 20 % ويتحول الطالب العادي عنده إلى ضعيف وهؤلاء التلاميذ مع المدرس الممتاز قد يصبح لهم شأن أخر إذا وجدوا الرعاية الفنية الصحيحة والاهتمام الجيد .


الرسم لغة بالنسبة للأطفال .اللغة أصلا وسيلة لنقل المعرفة والمعاني من فرد لآخر فالرسم هنا لغة للطفل فهو يستخدم الرسم لينقل معانيه إلى المشاهد والبعض يرى أن الطفل حينما يستخدم رسمة ويحاول أن يبرزها للمشاهد فأنه لا يهتم بالمقومات الجمالية ، معنى ذلك أن يكون بمثابة لغة تشكيلية فيها الجمال والفن .


طبيعة الرسوم .إن الدراسات النفسية لرسوم الأطفال تتضمن الكشف عن طبيعة هذه الرسوم من خلال ملاحظات وتتم الدراسة بتتبع نمو الطفل وتسجيل كل ما يقوم به من رسوم مثل : وضع رقم وتاريخ وموضوع كل رسم في ملف خاص .تسجيل تعليقات الطفل المصاحبة للرسم وهذه الطريقة تسمى (دراسة حالة ) ، ولكي تكون الحقائق عن رسوم الأطفال أكثر صدقا لابد من اللجوء إلى فحص آلاف من الرسوم .

الرسم بناء خطي :البناء الخطي أساس أي رسم وأي تعبير تشكيلي وقد تكون عادات الطفل الاستهتارية معوقا للإجادة فيخرج الرسم ركيكا يجمع بين التكبير والتصغير بطريقة عشوائية متخبطة لا تخطيط فيها ولا يوجد هناك اعتراض على أن يكبر الطفل ويصغر طالما كان ذلك استرسالا طبيعيا لانفعالاته . لكن قد يكبر ويصغر بطريقة غشيمة وبسبب عدم نضج الرؤية والسيطرة على الصفحة وفي هذه الحالة يفسد الرسم . وهنا يجب أن يتعلم الطفل الحساب في رسمه أي يوزع العناصر في تآلف داخل فراغ الورقة ، يصمم الشكل ويحسب الأرضية أي يحكم الشكل ويسيطر على الفراغ الذي يتركه حوله .طالما كانت عين المدرس متيقظة لطريقة الأداء التي يتبعها التلميذ فإذا أغفله لحظة فأن أوراق الشجر تتحول إلى شخبطة وبعض العناصر ترسم مصغرة عن المعدل لمجرد حشو الفراغ أي ترسم مدرسة على حساب التكوين وكما أن التردد في بروز الخط يظهر في ذبذبته وكل هذا من شأنه أن يفسد الرسم ، والرسم باعتباره شيئا ملموسا يمكن أبصاره فإن توجيهه بالكلام فقط قد لا يجدي ، ولذلك فإن المعلم يمكن أن يلجا للمقارنة بين رسم لطفل آخر لاستنتاج سبب الجودة وشرح الوسيلة الجيدة .أي أنه يضرب مثلا بالقدوة فيتجه الطفل ويوفر هذا الكثير من الجهد غير الموجه مباشرة لتحسين الرسم ويحوله إلى جهد مركز على أن المثل الواحد له أضراره حيث سرعان ما ينسخه التلاميذ لإرضاء المدرس وبذلك تضيع فرصة الإبداع والتفكير، ولذلك لابد أن يضرب المعلم أمثالا متنوعة تحرك التفكير وتدفع كل طفل أن يفكر بذاتيته لاختيار ما يناسب شخصيته ويقوى تعبير وتعدد الأمثلة بالمقارنة يعطى احتمالات متنوعة ويوجد حلولا جديدة قد لا يكون المعلم قد نوه عنها أما الالتزام برسم واحد فإن ذلك يدعو إلى تقليده ظنا من الأطفال أن هذا المطلوب .

التراث من الأمثلة التي يلجأ إليها المعلم عرض نماذج من التراث تعالج طبيعة المشكلات ويقصد بالتراث هنا ما أبدعه السلف واختياره الأمثلة يكون متفقا مع السن للتلاميذ – هناك رسوم بدائية ورسوم للفنانين فيها براءة الطفولة وحيويتها وحنكة الكبار ومهاراتهم والطفل يتعلم منها الكثير .ويقع المدرس في الخطأ إذا بدأ توجيهه بتعصب مسبق لمدرس معين من المداس الفنية سواء قديمة أو حديثة فالأصل أن يتقيد المدرس بطبيعة الطفل في المرحلة التي يتم التدريس فيها ، ويسخر كل الإمكانات التراثية قديمة أو حديثة التي تتناسب مع المشكلات التي يواجهها الأطفال ، ويترك للأطفال عملية التفاعل الطبيعية ليختار كل طفل ما يصلح لدفع تعبيره إلى الأمام فالتعصب المسبق يحول عملية التربية إلى عملية تلقين لا يكون للمعلم فيها أي دور إيجابي


النقد الذاتي .أحسن توجيه ما يتم من خلال تنمية النقد الذاتي ( أي تمكين كل تلميذ أن ينقد نفسه بنفسه ) يعرف ما يحققه ويدرك ما لم يحققه ، يعرف نقط النجاح ويحس بالنقائض .وإذا أدرك ذلك فأنه يعدل نفسه بنفسه ليضمن نموا أفضل ، ولذلك قد يستهل المعلم الحصة الجديدة بعرض نماذج من إنتاج الأطفال ويطلب منهم التعليق عليها ويستمع للنقد الذاتي ويسمع كل تلميذ تعليقات زملائه على رسمه .الأطفال يختلفون عن الكبار في قدرتهم على إصدار أحكامهم بجراءة وبلا تعصب ، فلو أن رسم الطفل أعجبهم ، فإن أثابتهم له تكون مريحة ، فلا يوجد خبث أو خطة مسبقة على الإساءة للزميل أو لأخر ، هذه الأمور المعقدة تأتي في عالم الكبار بتعقيداته ولا تنم عند الصغار ببراءتهم وصدقهم الفطري .و الأسس الفطرية هي :

1- البساطة : تقل التفاصيل في الرسوم ويكتفي بما يوحي بالشكل .

2- العمودية : تعني رسم الأشخاص على القاعدة التي يقفون عليها بشكل عمودي ، مثال / لو كان الشخص يصعد جبلا فأنهم يرسمونه عموديا على سفح الجبل أو رسموا أشجار تحيط بحديقة دائرية فأنهم يرسمون الأشجار وكأنها نائمة أو ملقاة حول دائرة .

3- الشفافية : إظهار الأجزاء الشخصية في الموضوعات التي يرسمها .

4- التعددية : تكرار رسم بعض الأجزاء وزيادة عددها .

5- الأحتفاضية : بخصائص الرمز والأشكال المستخدمة وتكرارها .

6- المبالغة : في التكبير والتصغير والحذف .

7- التسطيح : تخصيص حيز لكل شكل .


منقوووووووووووووووووووووو ووووووول