( العلاج بالفن والتربية الفنية )


الفن هو جوهر نشاط الفرد سواء استخدم في أغراض التربية أم لتحقيق أغراض العلاج النفسي ،بيد أن ذلك لايعنى عدم وجود اختلافات ذات دلالة من حيث التوجيهات النظرية والتطبيقية لكلا الاستخدامين . فبرامج العلاج بالفن قد طورت أساسا لمقابلة الاحتياجات الخاصة لأفراد معينين كالمرضى النفسين ن وذوى الاضطرابات الانفعالية والمعوقين ، على حين صممت مناهج التربية عن طريق الفن ضمن برامج التعليم العام لجماعات العاديين من الأطفال والمراهقين لتحقيق الحد الأدنى المنشود من خلال التكامل في استجاباتهم وشخصياتهم . وتنمية مقدراتهم الإبداعية وخبراتهم المعرفية والتذوقية من خلال الفن وأنشطته المختلفة .

*ويستخدم المنتج الفني في إطار العلاج بالفن كأداة تشخيصية ووسيلة علاجية ، تبعاً لخطة علاجية يتم التركيز فيها على النمو العاطفي والنفسي وتدعيم الصحة النفسية للعميل ، وعلى تشجيعه قدر الإمكان على التمثيل البصري لمشاعره وأفكاره الخاصة . ثم القيام بتفسير محتوي المنتج في إطار توجيهات نظرية وأساليب علاجية معينة ربما تكون تحليلية نفسية ن أو جشطالتية أو ظاهرياتية ، أو سلوكية ..... الخ ..
على حين أن المنتج الفني في إطار التربية الفنية قد يتم كغاية في ذاته من زاوية الخصائص الجمالية أو النقد الفني ، أو من حيث دلالته على تطور الأداء الفني والمهارى للمتعلم، وعلى نمو ة الإبداعي والإدراكي والمعرفي ، وقد لايهٌتم في ذلك كله بالضرورة بتفسير الرموز المتضمنة تفسيراً نفسياً.

*ومن زاوية أخرى فإن دور معلم الفن في العملية التعليمية لايخلو من كونه موجهاً ومربياً لتلاميذه وفق أهداف تعليمية محددة ، ومن متابعة مايطرأ على سلوكهم من تغيرات ، وما يعكسونه من نواتج بفعل عملية التعليم ، مثل ازدياد معرفتهم ببعض أبعاد اللون ، كالكنه أو القيمة أو الكثافة . أو ازدياد مقدرتهم على التفكير والإنتاج الإبداعي باستخدام وحدات هندسية محددة ، أو كسبهم لمهارة استخدام القواطع لتفريغ تصميمات طباعيه بالإستنسل . كما لايخلو دور معلم الفن من كونه ناقداً لأعمال تلاميذه ، وحكماً عليها . أما المعالج بالفن فإنه ليس بحكم أو ناقد لما ينتجه العميل من أعمال ، أو ما يظهره من مهارات . وإنما يكمن دوره أساساً في تأمين مناخ مساند خال من عوامل الخوف والكف ، يساعد العميل على الشعور بالأمن ، ويشجعه على التعبير بتلقائية وحرية . وعليه أن يتقبل استجاباته كما هي ، ودون تدخل منه . ثم يقوم بتفسير محتواها ورموزها تبعاً لتاريخ حالته وخلفيته الأسرية والإجتماعيه.



أختيار وأعداد فنان هجر