جدران وأعمدة وزخارف السعفة الذهبية

[frame="1 80"]مثلما كانت النخلة من مواد البناء بجذعها وسعفها ، كانت أيضا ذات حضور جمالي من خلال الزخرف المستوحى منها

ليزين هذا البناء . فللنخلة شكل فريد في أناقته يقوم على بساطة التكوين وتجريده شبه الهندسي المتمثل في جذع

أسطواني طويل يحمل في رأسه كتلة كروية من السعف وعندما نضيف التكرار الذي نلحظه في العناصر التي تؤلف كل

سعفة على حدة وتلك التي تغطي جذع النخلة أيضا نعرف مدى قابلية هذه الشجرة لان تكون نبعا لا ينضب لفن الزخرفة

هذا الفن الذي يقوم عموما على قابلية عنصر واحد للتكرار كي يغطي مساحة كبيرة .

تراوحت الزخارف النخلية في فن العمارة بين رسم كامل الشجرة أو أجزاء منها لاسيما السعف ذات الانحناء الطبيعية

التي تجمع الليونة والانسياب إلى الانضباط الذي يعبر عنه إيقاع الورق الذي يشكلها 0

وانتشرت الزخارف النخلية بطبيعة الحال في المناطق الغنية بزراعة النخيل 0 ففي مصر الفرعونية جاورت السعف أزهار

اللوتس في تيجان الأعمدة الحجرية الضخمة التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا في الأقصر 0 بعضها حافظ في زخرفته

على الخوص و بعضها تحول إلى شكل هندسي شبه مجرد من كل شيء ما عدا انحناء طرف السعفة إلى الخارج .

أما في المباني النجدية فغالبا ما نجد النخل مرسوما أو منحوتا بالكامل على الأبواب الخشبية التقليدية وأحيانا يتكرر

الرسم الواحد للنخلة الكاملة عدة مرات 0 وفي البيوت النجدية الطينية نجد المثلثات المتكررة على سبيل المثال تحتذي

في تراكمها شكل النخلة 0إذ تستند العناصر الزخرفية المعمارية إلى تفاصيل النخلة بصورة غير مباشرة في نقوش

الجدران والواجهات والأركان والأبواب وحتى الأثاث وفي العمارة الإسلامية يلاحظ أن الأعمدة المزخرفة الموزعة على

امتداد المباني تحمل تيجانا مزخرفة فتبدو مجتمعة كغابة نخيل واللافت أن العرب هم وحدهم الذين لم يكتفوا بزخرفة

التيجان بل غالبا ما عمدوا إلى زخرفة الأعمدة نفسها بأشكال هندسية متكررة ألا يمكن رد ذلك إلى استيحاء الكرب

المتداخل على جذوع النخيل ؟ وأكثر من ذلك يجد بعض المهتمين بعلم الجمال صلة قربى متينة بين شكل النخلة ككل

ومبدأ البناء القائم على أعمدة تحمل في أعلاها أقواسا وعقودا وقبابا وهو نمط بناء نشأ على ساحل المتوسط وبقي

محصورا فيه لقرون طويلة قبل أن يعم العالم بأسره في القرون الخمسة الأخيرة .

نجد شعار المملكة العربية السعودية

اختارت المملكة العربية السعودية النخلة بين سيفين في تصميم شعارها الوطني منذ عهد المؤسس
الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله ترمز النخلة في الشعار السعودي إلى الخير والنماء في حين يرمز السيقان إلى

القوة والمنعة وتتميز المملكة بوجود النخلة في جميع مناطقها الإدارية كما أن إنتاجها يمثل قيمة عربية حيث تعتبر التمر

أول طعام الضيف وعادة ما تكون القهوة رديفا لهذا الكرم 0

وحتى ماقبل اكتشاف النفط كانت التمور أهم منتج اقتصادي إبان نشأة الدولة السعودية وتوحيدها وبعدما تدفق النفط

وشملت خيراته جميع جوانب التنمية احتفظت المملكة بالنخلة في شعارها وأكدت احترام هذه الشجرة المباركة
وهذه بعض الصورة توضح التزيين برسوم النخيل أول مايقفز لمخيلة الفنان الشعبي في الابواب والواجهات







[IMG]http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/f/f0/SaudiCoat.PNG[/IMG[/frame]]