عكاظ
المصدر : كامل صالح (جدة)


ثمة خطوات جبارة تقوم بها المملكة بشكل مطرد بحيث تأخذ على عاتقها هاجس الدخول في العصر من ابوابه كافة, وهذا بلا شك ديدن الدول المتطورة والمتقدمة الباحثة دوماً عن افضل السبل لطبيعة مجتمعها وتاريخها وحضارتها ولغتها واقتصادها وعاداتها. من هنا تأتي خطوة تفعيل المناهج التعليمية وبلورتها المستمرة في هذا الاطار, حيث من هذه (النافذة) يبدأ كل شيء, الوعي, التربية, السلوك, اللغة, التواصل, والعطاء ... ومن هنا, من لمناهج التعليمية يمكن للمتابع ان ستشرف المستقبل ويضع الخطط وتتشكل مساحة شبه واضحة للتحديات والمعوقات فيصار للعمل على تلافيها وحلّها وتخطيها.
لعل المرء يصعب عليه الحديث عن المناهج كافة, وذلك لأهمية وكبر المسؤولية التي تحيط بكل منها على حدة. لذا يمكن الحديث عن ترسيخ منهج للتربية الفنية, هذه المادة التي بقيت دون اطر اكاديمية واضحة, فهي تدخل اليوم في دائرة التفعيل والحضور العلمي الجاد في المناهج من خلال كتاب وفلسفة تعليمية تسعى لتوضيح اهدافها وغاياتها واهميتها في تغذية عقل الطلاب منذ الصغر بالجمال والفن والذوق والعمل على الحفاظ عليها بل والمساهمة في صنعه ايضاً. ولا نخال ان المسألة ستقف عند حدود كتاب تعليمي للفن, لأن المملكة سعت وتسعى دائماً الى مواصلة ورعاية البذرة الصالحة التي تزرعها, لذا يلاحظ المتابعون ان واقع بعض القاعات في المدارس سيتغير لاحاطة مادة التربية الفنية من جوانبها كافة مثل انشاء مراسم واقسام خاصة تعنى بهذا الجانب لتقوده نحو الهدف المرجو منه. كذلك يلاحظ المتابعون ان هذه الخطوة التي تعد لافتة متميزي في المسيرة التعليمية في المملكة, ستقود ايضاً الى عناية اكبر في فروع الفنون كافة من رسم ونحت وتمثيل وغناء وموسيقى.
ولعل هذه الخطوة التي بدأت في المناهج التعليمية الابتدائية والمتوسط ستجد لها مساحة اكثر حضوراً في المستويات التعليمية المرتفعة كالثانوية والجامعة, بحيث يأمل المتابعون ان يكلل هذا كله بأكاديمية للفنون ترعى الراغبين في مواصلة هذا المشوار الى آخره. لاشك ان الخطوات تتوالى, والمسيرة تتواصل, لذا, لا خوف على المستقبل, اذا كان الاعداد له متكاملاً خاصة من الناحية العقلية والنفسية والفنية.