[ALIGN=CENTER]مقدمة [/ALIGN]
الخط العربي هو الفن الإبداعي الذي توج الحضارة الإسلامية وهو مختلف عن الخطوط الأخرى ويمتاز عنها في تجاوزه لمهمته الأولى وهي نقل المعنى إلى مهمة جمالية أصبحت غاية بذاتها وهكذا أصبح الخط فناً مستقلاً له قواعده وأصوله وله رجاله الذين برعوا فيه ونوعوه حتى وصل إلى مئة نوع واليوم لم يبقى سوى ثمانية أنواع أو أقلام هي الكوفي والثلث والنسخ والفارسي والإجازة والجلي ديواني والديواني والرقعة يتبارى ثلة من الخطاطين في تجويدها وحمايتها من الزلل والتهافت حتى يبقى هذا الفن علماً شامخاً في سماء ملبدة بالعفن

أنواع الأقلام
بتصرف من كتاب مصطلحات الخط العربي والخطاطين للدكتور عفيف البهنسي

الخط الكوفي :
وهو الخط المدني أو المكي انتشر في عهد الخلفاء الراشدين ويقوم هذا الخط المصحفي على إمالة في الألفات واللامات نحو اليمين قليلاً وهو خط غير منقط ثم ظهر خط المشق في عهد عمر رضي الله عنه وفيه امتداد واضح لحروف الدال والصاد والطاء والكاف والياء الراجعة وفي هذا الخط صنعة وإبداع وتجويد ولقد استمر من القرن الأول حتى القرن الثاني وبه نسخت أكثر المصاحف التي تعود إلى ذلك العهد
وتلا ذلك الخط المحقق وهو كوفي مصحفي تكامل فيه التجويد والتنسيق وأصبحت الحروف متشابهة والمدات متنامية وزين بالتنقيط والتشكيل وتساوت فيه المسافات بين السطور واستقل كل سطر بحروفه
أما الكوفي الحديث فهو متنوع بتنوع المناطق الإسلامية وفي مصر جمع في القرن الرابع عشر الهجري يوسف أحمد بين هذه الخطوط في وحدة وجودة بنسبة جمالية ثابتة أصبحت متداولة في جميع الأقطار ولقد كرس هذا الخط تلميذه محمد عبد القادر فكتب قاعدة هذا الخط
ومع ذلك فإن الخط الكوفي الحديث خط زخرفي ليست له قاعدة ثابته كالخط الكوفي الذي كتبت به المصاحف وهم الخطاط فيه أن يحقق التنسيق والتماثل و إملاء الفراغات وفيه تدخل زخارف هندسية ونباتية ويختلط الرقش بالخط وأطلق على هذا النوع الكوفي المزهر أو المورق أو المعشق أو الموشح

خط الثلث :
ليس لهذا الخط علاقة مباشرة بالخط الكوفي وهو نتيجة لإبداع الخطاطين
المحرر إسحق بن إبراهيم وقبله كان ابن مقلة328هـ940م والمهلهل معاصرة ثم اليزيدي وابن سعد ثم ابن البواب ت413هـ1022م
والثلث هو أصعب الخطوط وأكثرها جمالاً ويمتاز بالمرونة ومتانة التركيب وبراعة التأليف وحسن توزيع الحليات ولهذا الخط أساليب مختلفة بحسب الخطاطين يبدو ذلك في طريقة التشكيل والتجميل والتركيب الذي يبدو خفيفاً أحياناً وثقيلاً أحياناً أخرى
وكان هذا الخط للمصاحف ثم حل محله النسخ واقتصرت كتابته علىبعض الآيات والعناوين وبه يتميز الخطاط الجيد
وهذا الخط هو أصل الخط المنسوب أي الخط الخاضع لضوابط وقواعد النسبة الفاضلة ومن الثلث كان المحقق ويفترق عنه بزيادة الطول والاستقامة ولقد اختفى هذا الخط منذ القرن 17ولم يبق منه إلا البسملة التي ما زالت متداولة ومنه الريحان وهو مصغر عن الثلث

خط النسخ :
أول من وضع قواعده ابن مقلة وأخذه عن خط الجليل والطومار وهو أسهل من الثلث ولقد ازدهر هذا الخط في عصر الأتابكة545هـ1150م وكان الخط المعتمد في كتابة المصاحف بعد أن توقف الخط الكوفي وبمقاربة هذا الخط بالثلث يبدو لنا أن مساحة حروفه تساوي ثلث مساحة خط الثلث

الإجازة والتوقيع :
وضع أساسه يوسف الشجري في عهد المأمون وأطلق عليه الخط الرياسي إذ أصبح لتحرير الرسائل السلطانية وهو خط مشترك بين الثلث والنسخ ولقد أجادة وطوره في فارس الخطاط الرسام مير على سلطان ت919هـ1608م

خط التعليق أو الفارسي :
استخلصه حسن الفارسي القرن4هـ من أقلام النسخ والرقاع والثلث ثم أصبح له أشكال وأنواع ولقد كتبت به اللغات الفارسية والهندية والتركية إضافة إلى العربية ولكل كتابة نسبة في الدقة والغلظة وبصورة عامة فإن هذا لا يشكل ولا يجمل ويمتاز بدقة بعض الحروف في بدايتها أو نهايتها ويميل هذا الخط إلى اليمين ولقد طوره مير علي التبريزي ت919هـ1513م ويسمى نستعليق أي نسخ تعليق

خط الرقعة :
هو كتابة سهلة قاعدية مسارها السطر لا ينزل عنه إلا حروف الجيم والحاء والخاء والعين والغين والميم وجميع حروفه مطموسة عدا الفاء والقاف الوسطى ولقد وضع قواعد هذا الخط ممتاز بك في عهد السلطان عبد المجيد1280هـ1863م

الخط الديواني :
وهو الخط السلطاني وضع قواعده إبراهيم منيف ت860هـ1455م وكان حصراً على ديوان السلطان ثم انتشر وتنوع
وهو يكتب على السطر كالرقعي بشكل مائل وفي بعض الخطوط دورات في الحروف واتصال وكثيرا ما تحتضن الحروف الممددة كلمات بعدها
وخط الجلي الديواني ظهر أولاً في عهد السلطان مصطفى وكان خطاطاً وكان وزيره شهلا باشا مبدع هذا الخط ثم قام الخطاط راقم ت1241هـ1825م فجمله وحسنه
أما الخط السنبلي فهو مأخوذ عن الديواني ابتكره عارف حكمت عام 1914م في استامبول

رسم الطغراء :
استعمل السلاطين العثمانيون الختم على شكل الطغراء عند توقيع البراءات والمنشورات وكان السلطان المملوكي الناصر حسن منذ عام752هـ1351م قد استعمل الطغراء
واستمرت الطغراء عند العثمانيين من عهد السلطان سليمان الى آخر عهد عبد الحميد وخط الطغراء هو تزاوج بين خطي الديواني والإجازة
وآخر من جود في تكوين الطغراء هو مصطفى راقم وإسماعيل حقي

أخوكم/سهل

منقول من موقع العرافي