اختتم قسم الفنون الخاصة في المملكة العربية السعودية مشروع المعرض الفني المتجول للوحات الفنية الذي أقيم بالطائف تحت عنوان (بيئة أجدادي) بمشاركة مجموعة مختارة من المبدعين من ذوي الاحتياجات الخاصة من مختلف أرجاء العالم العربي، وقد أتاح هذا المعرض الذي استضافه مركز التأهيل الشامل بمحافظة الطائف على مدة خمسة أيام، الفرصة لهذه الفئة للتعبير عن بيئة أجدادهم بإبداع راق، كما أعطاهم المجال للتعريف ببيئاتهم المحلية في دولهم التي هي جزء من أصالتهم، إضافة لإسهاماته الجادة في الارتقاء بفكرهم، ودفع تصورهم عن هذه البيئية الجميلة وما تمثله لجيل غابت عنه معظم مفردات هذه البيئة على امتداد خارطة الوطن العربي.
وعن المعرض قالت المدير التنفيذي للفنون الخاصة في جدة مها أحمد الجفالي: إن الهدف من تنظيم هذا المعرض الذي سيطوف معظم المدن السعودية وبعض الدول العربية هو إيصال فكر وصوت ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المتلقي في جميع أنحاء العالم العربي وإظهار القدرة الإبداعية لدى هذه الفئة والمساعدة في اكتشاف المبدعين منهم وصقل مواهبهم، وأبانت أن رسالة الفنون الخاصة المنظمة لهذا المعرض تهدف إلي تنمية وتطوير قوى الإبداع الكامنة التي منحها الخالق عز وجل لذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تقديم عدد من البرامج التعليمية التنموية في شتي مجالات الفنون إلى جانب ربط معظم الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم العربي ببعضهم وتقوية العلاقات الخاصة بين مكاتب ممثلي الفنون في هذه الدول, وأشارت إلى أن مركز الفنون الخاصة في المملكة ابتكر بالتعاون مع مركز العون فكرة مشروع المعرض الفني المتجول للوحات فنية بعنوان (بيئة أجدادي) وكانت الحصيلة مجموعة من اللوحات الجميلة المعبرة".
وأكدت الجفالي أن هذا المشروع يعد الأول من نوعه وسيكون بداية الانطلاق لتوحيد الجهود بين القائمين كافة على رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة لضمان كل ما من شأنه الرقي بمستقبل أبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة على امتداد رقعة الوطن العربي الكبير.
وقالت مسؤولة قسم التدريب بمركز التأهيل الشامل في الطائف والمشرفة على المعرض سامية السليماني "شهد المعرض إقبالا جيدا من مختلف فئات المجتمع، وحقق رسالته في إيصال إبداع هذه الفئة إلى المتلقي، كما ساهم بشكل كبير في نقل صورة مشرفة للجهود المبذولة في المراكز والمعاهد والجمعيات الخاصة في مجال الاهتمام بفئات ذوي الاحتياجات الخاصة، أيضا سلط الضوء على الأشخاص المميزين ممن لا يقلون قدرة عن غيرهم من بقية فئات المجتمع، وتوقعت السليماني ظهور بعض الأسماء في عالم الفن التشكيلي من هذه الفئة في المستقبل القريب، وأشارت إلى أن عدد اللوحات المشاركة في المعرض الذي أقيم بمركز السليمانية تزيد عن ثماني وعشرين لوحة شارك بها فنانون وفنانات من ذوي الاحتياجات الخاصة من الأردن والسعودية والكويت ومصر والإمارات العربية المتحدة وقالت إن جميع اللوحات المعروضة تحمل طابع اللوحات التعبيرية للموروث الشعبي للبلدان المشاركة.
وترى منسقة الفنون الخاصة في المعرض زهور أحمد عبد الملك أن المعرض الذي يشارك فيه أكثر من أربعة وعشرين مركزا ومعهدا وجمعية أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة قد حقق الهدف من إقامته بعد عدة عروض ناجحة في جدة والدمام والرياض والطائف والشارقة في الإمارات و الكويت، وأبانت أن المعرض سيواصل تجوله في مصر والأردن وأبها خلال الأسابيع القادمة، وأكدت على أن جميع اللوحات التي احتواها المعرض كانت محل انبهار من قبل الحضور كافة. وتمنت لكافة المشاركين والمشاركات مستقبلا مشرقا في مستقبل حياتهم.