معني التعلم ، مفهوم التعلم - مهم لكل معلم


* تقرير : التعلم - معنى التعلم - مفهوم التعلم .

تمهـــــيد:

لا تقتصر أهمية موضوع التعلم على علم النفس التربوي وحده , وانما تمتد إلي فروع أخرى عديدة في علم النفس , بل وتمتد إلى حياة الإنسان بمعناه الواسع وتطبع اغلب أساليب سلوكه .
فالسلوك الذي هو مادة علم النفس الأساسية , ودراسته هي موضوعه , نوعان سلوك متعلم وغير متعلم . وهذا النوع الأخير يشمل أنواعا عديدة فالكلمات التي ننطقها وطريقة المأكل , والملبس , وتعاملنا مع الغير , بل وطريقة تفكيرنا واتجاهاتنا نحو الناس والمهارات
التي نؤديها , والأعمال التي نقوم بها كلها تمثل أنواعا من السلوك المتعلم .
وان أهمية هذه العملية وتأثيرها في حياتنا العامة , تأتي ضرورة الإلمام بها والتعرف على شروطها والعوامل اللمؤثره فيها أذعن هذا الطريق يمكن استخدامها الاستخدام الصحيح لتحسين أداء الفرد في ميادين مختلفة من العمل أو التعلم أو نحو ذلك من المجالات التي
تتطلبها .


معنى التعلم :

تحديد المقصود بالتعلم مشكلة أساسية ليس في حدود المعرفة النظرية لهذا المفهوم وإنما للنتائج العديدة التي تترتب عليها والتطبيقات المختلفة التي ترتبط به .
هناك في الواقع ثلاثة مفاهيم كان لها أثر كبير في التدريس وفى الخطط المدرسية والمناهج وهى .
وإن كان بعضها قد ثبت خطاه نتيجة الأبحاث والتجارب الحديثة, إلا أن أثر هذا البعض مازال قائما, وما زال مرتبطا بالكثير من مشكلاتنا التربوية.
هذه المفاهيم الثلاثة هي التعلم كعملية تذكر, والتعلم كعملية تدريب للعقل, والتعلم كعملية تعديل السلوك, وهو المفهوم الأخير الذي تأخذ به أغلب الاتجاهات الحديثة.


أولا- التعلم كعملية تذكر:

يرجع هذا المفهوم إلى وقت بعيد ويربط أساسا بسيكولوجية هربارت الذي كان ينظر إلى العقل على أننا نولد به وهو كالصحيفة البيضاء, وأن الخبرة والتعلم هما اللذان يمدانه بكل مواد المعرفة. والنظرية بهذا الشكل تعتبر العقل مخزنا للمعلومات تخزن فيه بعد تعلمها عن
طريق الحفظ لتستعمل وقت الحاجة. والتعلم وفق هذا المفهوم مرادف للخزن, وكان يعتقد أنه إذا تم الحفظ تماما, فان المادة تكون قد علمت, وبالتالي تكون جاهزة عند الاحتياج إليها. وقسمت كل مادة إلى عدد من الموضوعات, ليسهل تصنيفها وحفظها, كما أن عمليتي التعلم
والتعليم, وفق نظرية الخزن والتذكر هذه, أصبحت محددة بخطوات منطقية واضحة هي:
1- تصنيف المعارف إلى مواد.
2- تحديد المواد التي تدرس, واختيار أجزاء المادة التي تدرس لكل فرقة من الفرق الدراسية.
3- إعطاء التلاميذ هذه الأجزاء من المادة.
4- استذكار التلاميذ لها وعمل التمرينات والتطبيقات اللازمة ومراجعة الدرس لهذه التمرينات والتطبيقات.
5- اختبار التلاميذ فيما حفظوه من المادة الدراسية.

ويبدو أن العمل تبعا لهذه النظرية سهل, وهو الأمر الذي ساعد على بقائها وتمسك المدرسين بها, إذ لا يتعدى اختيار أنواع المعرفة التي تدرس لسنة دراسية وفقا للتنظيم المنطقي لها, والاستعانة على التدريس بالكتب المنظمة تنظيما منطقيا يسهل على الطالب إلى المادة
الدراسية لحفظها.

ثانيا- التعلم كتدريب للعقل:

وما زال لهذا المفهوم أنصاره أيضا, وما زالت له أثاره. وهو يرتبط أساسا بإحدى النظريات السيكولوجية التي أثرت فترة طويلة من الزمن في كثير من أفكارنا واتجاهاتنا التربوية, بل وما زالت آثارها باقية حتى اليوم هي نظرية التدريب الشكلي, التي تنتسب إلى الفيلسوف
المثجليزي لوك, وتبنى أساسا على فكرة أن العقل مقسم إلى عدد من الملكات مثل التفكير والتذكر والتخيل والتصور....الخ, وأن التعلم ينتج من تدريب هذه الملكات العقلية.
ونظرية التدريب العقلي تؤكد أن لبعض المواد أهمية خاصة في تدريب تلك الملكات. فكان ينظر مثلا للرياضة واللغات على أنها أجدى من غيرها في تدريب بعض ملكات العقل. فإذا تدرب الطالب مثلا على التفكير المسائل الرياضية, فانه يمكنه أن يستخدم تفكيره في أي ناحية
أخرى وبذلك تقوى ملكة التفكير عنده. وإذا تدرب على تذكر اللغات, فانه يستطيع أن يتذكر في أي ناحية أخرى وهكذا.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أيضا خطأ هذه النظرية. فلا أثر لانتقال التدريب إلا وفق شروط خاصة معينة. ولكن بالرغم من ثبوت الخطأ, إلا أن البعض مازال يصر على قيمة بعض المواد دون الأخرى في تدريب العقل, ويؤكد فكرة التدريب الشكلي.



ثالثا- التعلم كتعديل للسلوك:

كان لتقدم الأبحاث والتجارب السيكولوجية في الفترة الأخيرة أثر كبير في تغيير الكثير من الأفكار. وأصبحت نظرية التعلم عملية تغير وتعديل في سلوك الفرد.
رأينا أن التعلم عملية أساسية تحدث في حياة الفرد باستمرار, نتيجة احتكاكه بالبيئة الخارجية واكتسابه أساليب سلوكية جديدة تساعده على زيادة التكيف مع البيئة وملاءمة نفسه لما تتطلبها. وأن هذه العملية تصحب الإنسان منذ بدء حياته فمنذ ولادته وهو يكتسب كل يوم
أساليب جديدة ويعدل من أساليب سلوكه القديم. فالطفل الصغير الحديث الولادة يبكي عندما يجوع, فتسرع إليه أمه لترضعه أو لتناوله وجبته ومن ثم يبدأ يتعلم البكاء لكي تحضر أمه إليه, ثم يتعلم بعد ذلك كيف يمد يده في اتجاه الطعام, ثم يحبو للغرض نفسه, ثم يبدأ في
تعلم المشي والكلام. ويكبر وتزداد اتصالاته. فيبدأ في تعلم أساليب السلوك الاجتماعي, كيف يقابل الناس وكيف يتصرف عند زيارتهم, وكيف يتعامل معهم.... وغير ذلك من نواحي النشاط الإنساني التي تزداد بمرور الأيام وتتعقد.
ويدخل الطفل بعد ذلك المدرسة ويجد أمامه برامج معده ومناهج عليه أن يدرسها وأن يتعلمها. وسيظل يتلقى كل يوم جديدا يضاف إلى ذخيرة ما تعلمه.وأن عملية التعلم تمتد بامتداد الحياة.
ويلاحظ أن من الأمثلة الثلاثة السابقة, أن المتعلم لا يبدأ من نفسه تعلم الموقف المعين, وإنما لابد من وجود دافع يدفعه للقيام بالأعمال وأوجه النشاط التي يتطلبها تعلمه وحتى يحقق الغرض الذي يبغى الوصول إليه من هذا التعلم.

____________
* آل قمّاش (2003م): "التعلم - معنى التعلم - مفهوم التعلم" ، تقرير ، منتدى التربية الفنية ، الانترنت