لكي ننحو بفكر الطفل وعقله في المرحلة الابتدائية نحو آفاق جديدة ونمكنه من الابتكار والاكتشاف ونمنحه قدرة عقلية وحسية وخيالية بحث يصور الأشياء في إطار واسع وفي عالم جديد غير العلم المألوف طبقاً لمفهوم الرؤية العصرية ونكسبه سلوكاً آخر بات من الضروري إبعاده عن المنظورات وتقنياتها المصطنعة وقواعدها التحكمية ويحل محلها تدريب فكر الطفل تدريجياً ذهنياً عقلياً من خلال تعبيراته التجريدية والرمزية المتطورة لتمتزج بما هو خيالي متصور عقلياً.
هذا فإن الأهمية التربوية للتصورات التجريدية والرمزية واضحة باعتبار تشكيلاتها الفنية المعبرة عن مزاج الطفل وشخصيته ويكون لها وظيفة مساعدة في عملية التفكير عنده فالصور التجريدية الذهنية التخيلية هي أفضل الأشكال اكتمالاً للتمثيل العقلي وتشير هذه الصور إلى شيء مبتكر فريد قائم بذاته فلا يمكن للكبار إدراك مغزاه وتبزغ بالمصادفة والحيوية.

في الواقع أن الطفل يجد راحته العقلية والنفسية عندما يرسم رسوماً حرة مبتكرة وكشف لنا محللون نفسيون النقاب عن كثير من الجوانب النفسية المختلفة في رسوم الأطفال المبتكرة وذلك أن هذه الجوانب يمكن تمييزها ومعالجتها عند الطبيب النفساني وإن هذه الجوانب النفسية إذا لم تجد لها متنفساً عند الطفل أو علاجاً فإنها تؤثر في تكوينه العاطفي والنفسي وهنا تظهر أهمية الرسم المبتكر بالنسبة للطفل بصفته نشاطاً جيداً لتفريغ الشحنات السلبية الداخلية والتخلص مما يشعر به من توترات.


إعداد المعلمين :
الأستاذ / عبدالله بن محمد النقيدان . . معهد التربية الفكرية
الأستاذ / عبدالعزيز بن محمد المزيد . . مدرسة أبي بكر الصديق الابتدائية .
مراجعة مشرف التربية الفنية / عبدالله بن حمود الكريدا .