السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

سوف نتحدث قليلا عن منهج التربية الفنية الذي يتم التحضير له حاليا

للبنين والبنات في المملكة العربية السعودية

هذا الحديث مع الاستاذ سعد بن علي المسعري / رئيس قسم التربية الفنية ( سابقا )

بالإدارة العامة للإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية

وهو حديث قديم بعض الشيء أحببت الإحتفاظ به وعرضه لكم

أعتقد أن وقت عرضه مناسب حاليا

[LINE]hr[/LINE]

يهدف مشروع تطوير المناهج الذي تتبناه وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية إلى إحداث نقلة نوعية في التعليم من خلال إجراء تعديل نوعي وجذري في المناهج لمواكبة الوتيرة السريعة للتطورات المحلية والعالمية خدمة للفرد والمجتمع.

فقد أصبح من الأمور الضرورية وضع مجموعة من المعايير والمواصفات الفنية والتربوية للكتاب المدرسي لكي يلتزم بها مؤلفو الكتب المدرسية حتى لا تبدو الكتب الجديدة تكرارًا للكتب السابقة.

وفي ضوء ما سبق فقد تم التخطيط لتنفيذ هذا المشروع بتوظيف الخبرات البشرية المتنوعة في المجالات ذات العلاقة على هيئة مجموعات عمل ( فرق ولجان).

ومادة التربية الفنية كان لها نصيب من هذا التطوير فتم تشكيل لجان متخصصة من أكاديميين ومشرفين ومعلمين متميزين للمساهمة في هذا التطوير، وتحت إشراف مظلة وزارة التربية والتعليم، و لجنة علمية متخصصة بالإدارة العامة للمناهج لمتابعة التطوير والإشراف عليه بما يتواكب مع التطورات المحلية والعالمية للتربية والتعليم، والتطور التكنولوجي والانفجار المعرفي، ومتطلبات المجتمع وسوق العمل.

ومن الخطط التي وضعت الاهتمام بأدلة المعلم والمعلمة ووضع منهج مناسب وموحد للطالب والطالبة.

[LINE]hr[/LINE]

لماذا منهج جديد للتربية الفنية:

اهتمت المملكة العربية السعودية منذ نشأتها واستقرار أوضاعها بالتربية والتعليم، وجعلت له نظمًا وسياسة خاصة، ترتكز على أسس العقيدة الإسلامية. ومن هذا المنطلق العقائدي انبعثت الغاية الأساسية للتعليم، التي ترتكز على فهم الإسلام منهجًا؛ فهمًا صحيحًا متكاملاً، وغرس العقيدة الإسلامية بإكساب الطلاب الخبرات المختلفة من معارف ومهارات واتجاهات وقيم، والعمل قدمًا لتطوير المجتمع اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، وتهيئة أفراده ليكونوا أعضاء نافعين ومتفاعلين في بناء مجتمعهم.

ولتحقيق هذه الغاية من سياسة التعليم اهتمت المملكة بوضع المناهج والمقررات الدراسية، وهي تعكس بهذا، المنطلق العقائدي الذي كان هو نفسه المنطلق لجميع الخطوط التنموية، أثناء عملية التعديل والتطوير؛ والتي خضعت لها المناهج الدراسية ووصلت بها في هذا المضمار إلى مصاف الدول العربية، التي سبقتها في هذا المجال الحيوي.

ونحن في وقتنا الحالي نواجه تغييرًا مستمرًا؛ وكمًا هائلاً من المعارف والمفاهيم والحقائق والنظريات، وتقدمًا في التقنيات. هذا الكم الهائل من المعرفة غير الكثير من المفاهيم والاتجاهات في جميع العلوم الإنسانية وفي جميع المجالات العملية للحياة البشرية، فكان لابد وأن يكون له أثر مباشر في تغيير الاتجاهات التربوية والفنية والتعليمية، وأن يكون سببًا في تطوير مناهجنا لتواكب الاحتياجات المتجددة للمجتمع السعودي، وأن يكون محتواها وثيق الصلة بحياة الإنسان واهتماماته وإمكاناته في الحاضر والمستقبل.

ومن ضمن المناهج التي لابد أن يلحقها هذا التطوير مناهج التربية الفنية.

فالغـاية التي ننشدها من تدريس التربية الفنية منذ زمن بعيد وحتى وقتنا الحالي والتي جاءت في العديد من الكتب والوثائق المنهجية هي "تربية الفرد ككل ليستطيع أن يعيش عيشة جمالية راقية وسط الإطار الاجتماعي المتطور الذي ينتمي إليه"..وذلك من خلال تدريس ما يعرف بالرسم والأشغال والزخرفة. إلا أن التربية الفنية ينظر إليها الآن نظرة أخرى في جميع الدول المتقدمة والنامية، فهي أصبحت الآن مادة تبنى على أسس علمية وتساعد الطالب في الإبداع والابتكار، وأصبح لهذه المادة مدارس وفلسفات تعكس طريقة تدريسها وتنظيمها في المدارس.

ونحن نعلم أن منهج التربية الفنية في المملكة العربية السعودية لم يطرأ عليه أي تغيير منذ زمن بعيد، حتى أصبحت المادة في المدارس الآن لا تلقى الاهتمام الكافي من حيث طريقة تدريسها أو العناية بتقويمها، ومن ثم انتقل هذا الوضع إلى الطالب والطالبة، ومن ثم أولياء الأمور والآباء فأصبحت المادة بالفعل دون الطموح المرجو منها من حيث إبراز جدواها وفعاليتها في الارتقاء بالكثير من الجوانب الشخصية لدى الطالب والطالبة. ومن هنا ارتأى القائمون على تطوير المناهج بالمملكة العربية السعودية ضرورة أن تخضع مادة التربية الفنية كغيرها من المواد الدراسية للتطوير، من خلال إيجاد منهج متطور للمادة يعكس التغييرات والتطورات الحادثة في عالمنا المعاصر، وكذلك تعكس شخصية الطالب المراد بناؤه في المجتمع السعودي، بل وربطها ببعض المواد الدراسية الأخرى.

فكما ذكرنا في السابق تقوم التربية الفنية بتكامل بناء شخصية الطالب والطالبة، فتُعد التربية الفنية وسيلة حيوية للارتقاء بالجانب النفسي، فهي تساعد الطالب والطالبة في إعادة الاتزان من خلال ممارسة الفن وإشباع حاجاته النفسية وتحقيق ذاته، وكذلك تُعد المادة أداة للتعبير من خلال الإنتاج الفني، ووسيلة لتعليم الطلاب التحليل وطرق الوصول لحل المشكلات وتنمية مهارات التفكير. كما للتربية الفنية علاقة وثيقة بتنمية الجانب الاجتماعي والوطني من خلال ما تقدمه من تعريف بالمنجزات الحضارية المنتشرة في مدن المملكة وأهمية المحافظة عليها والسعي إلى تطويرها، و أن مفهوم الحوار لا يتحقق في بعض المواد كما تحققه مادة التربية الفنية من خلال الاهتمام بإنتاج الحضارات المختلفة واستعراض لفنونها مما يسهم إلى حد كبير في فهم ثقافة وحضارة المجتمعات المختلفة.

كما للتربية الفنية علاقة وثيقة بالجانب الإنتاجي، فتسهم التربية الفنية بتزويد الطلاب والطالبات مجموعة من القيم والاتجاهات المتعلقة بحب واحترام المهنة والعمل في خدمة الوطن بتزويد الطلاب ببعض المهارات الأساسية لبعض الحرف اليدوية التي تعتمد عليها بعض المهن كما في مجالات النجارة، والخزف، والمعادن، والنسيج، والتصميم.

كما تعمل مادة التربية الفنية في الكشف عن المواهب وتشجيع الهوايات التي يمكن أن تتحول إلى مهنة من خلال ما سبق ذكره من مهارات تقدم للطالب ضمن توجيهات تعود على أبنائنا الطلاب بالفائدة وإمكانية تحقيق الذات من خلالها.
إن الأبحاث الميدانية التي أجريت على سوق العمل بالمملكة، تشير إلى وجود عدد كبير من الوظائف الواردة في توصيف المهن بالمملكة تعتمد على العديد من المهارات التي لها علاقة وثيقة بمادة التربية الفنية.

ومن هنا، نرى أن تطوير مادة التربية الفنية من خلال إيجاد منهج جديد لها يراعي جميع الجوانب السابقة بات أمرًا ضروريًا لا مفر منه.

[LINE]hr[/LINE]

الفلسفة المختارة لمنهج التربية الفنية:

تكون فلسفة المدرسة التنظيمية هي الصبغة العامة لمنهج التربية الفنية ضمنًا وليس اسمًا، أي العمل على توظيف هذه الفلسفة في دروس دليل معلم ومعلمة المادة بدون الإشارة إليها.وتوجيه المؤلفين باستخدامها في التأليف، وعلى جميع المؤلفين التعرف على الفلسفة وأبعادها ومراعاتها في عملية التأليف مع عمل الموازنة بين هذه الفلسفة والمدى والتتابع للمحتوى المحدد في الوثيقة المطروحة والعمل على إزالة وتذويب الفوارق.
والمدرسة التنظيمية لها جذور تاريخية، ولكن لم تظهر بشكل تربوي في التعليم العام إلا في الثمانينات، وتقوم هذه المدرسة على نظريتين:


الأولى:

أن الطفل ينمو في الفن من الخارج إلى الداخل، بمعنى أن البيئة التي يعيش فيها الطفل تؤثر على نموه الفني، لذلك يتوجب على معلم التربية الفنية أن ينظم الأجواء المناسبة المحيطة بالطفل حتى يتمكن الطفل من نموه من الخارج إلى الداخل، كما تؤكد هذه النظرية على أن المدرسة التنظيمية لا تركز على توفير الخامات وتقديم الدعم والتشجيع المعنوي فقط بل تقوم بتهيئة الأطفال ومساعدتهم على تعلم الفن بصورة أكاديمية.


الثانية:

أن اكتساب المهارات فهمًا وممارسة وإنتاجًا عملية معقدة ومميزة في شخصيتها: ومن الصعب أن تُكتسب هذه المهارات في نواحي تعليمية واحدة، فاكتساب الخبرات عملية تحتاج إلى وقت للتخطيط والتحضير والتنفيذ، كما أنها تحتاج إلى جهد متسلسل من قبل المعلم والطالب وتحتاج كذلك إلى تدريبات متكررة تؤكد على اكتساب المعارف والمهارات والنواحي الوجدانية التي تدعم الإنتاج الفني.

وتتمركز مهمة المدرسة التنظيمية في التنظيم للمحتوى حول أربعة نشاطات يقوم بها الفرد تجاه الفن وهي:

( إنتاج الفن، ونقد الفن، وتاريخ الفن، ودراسة علم الجمال ).

وتهدف هذه المدرسة إلى: تنمية المعلومات والمهارات والاتجاهات والقيم، التي تُعد محصلة الخبرة التي يحتاجها الفرد لفهم الفن في شتى مجالاته الطبيعية والمعرض والمتحف وذلك من خلال الجوانب الأربعة السابقة.

[LINE]hr[/LINE]

هذا هو موجز بسيط وليس كاملا عن ذاك الحديث

أعرضه هنا فقط . . . للإطلاع ولمحة موجزة عن العمل