تميزت أعماله بوحدة الموضوع والتوزيع المتقن للعناصر
البار يوظف الزخارف الإسلامية في أعماله المسندية والجرافيكية المتقدمة



خميس مشيط: علي مرزوق
كنت قد التقيت به عام 1425هـ في دورة الحفر "الجرافيك" في الرياض، ولمست فيه الإصرار والعزيمة إلى جانب بحثه المستمر عن الجديد والمفيد حتى إنه يعد هذه الدورة من المحطات التي استوقفته طويلاً والتي لا يزال يمارس من خلالها فن الحفر بأنواعه المختلفة فتمكن من أدواته وأنتج مجموعة من الأعمال لاقت استحسان المتخصصون. إلى جانب ذلك فهو يمارس التشكيل بالخزف الذي برع فيه واشتهر من خلاله. إنه التشكيلي أحمد عبدالله البار الذي مارس الرسم في مرحلة مبكرة من عمره وتحديداً من المرحلة الإبتدائية حيث كان محباً لرسم الأشكال الهندسية الزخرفية التي ميزته عن أقرانه في تلك المرحلة العمرية، فألفها وتعلق بها، حتى إنه عمل على دراستها ومن ثم توظيفها في أعماله المسندية والجرافيكية المتقدمة.
وقد مر البار بمحطات واتجاهات فنية مختلفة بداية بالواقعية، ومروراً بالتكعيبية، فالتأثيرية، وانتهاء بالتجريدية التي كانت حاضرة في أغلب أعماله المسندية، والخزفية، إضافة لأعمال الحفر. واستمعوا له يقول اتجهت للمدرسة التجريدية لما تمتاز به من جمال ومن أحاسيس جعلتني أهيم في اللوحة أكثر من غيرها من المدارس التشكيلية الفنية.
إن تقنيات الحفر المتعددة والمتنوعة والتي تعتمد على الطباعة تعطي الحفار فرصة لتعددية الأعمال وتنوعها كون الصدفة في أغلب الأحايين تلعب دوراً كبيراً فيها، غير أن الحفار الناجح يدرس التصميم قبل طباعته، وهو ما يقوم به البار حيث يعمد إلى دراسة خطوطه ومساحاته وألوانه بداية، ثم يجري عليها عمليات الطباعة بمراحلها المختلفة، مستخدماً أساليب طباعية مختلفة كـ الحفر على اللينو، والخشب، والنحاس. وعند قراءة أعماله الجرافيكية نجد أنها تمتاز بالوحدة في الموضوع، والتوزيع المتقن للعناصر، كما أن استخدامه لمفردات شعبية بأسلوب رمزي مجرد أكسب أعماله الكثير من الأصالة والعصرانية، ويتضح ذلك في عمله "عذراء".
وبشكل عام فإن الخطوط في أعماله تتقاطع تارة وتتداخل تارة أخرى هذه التداخلات والتقاطعات تشكل في مجملها بنائية محكمة. أما الأشكال التي تنتظم في وحدات تحكي نصوصه البصرية فإنها تدخل المتعة في نفس المتلقي، وتدفعه إلى التأمل تماماً كما هي ألوانه الزاهية البراقة التي تنساب في هدوء وسكينة داخل خطوطه وأشكاله، وبرغم تلقائية انتشارها إلا أنها تعكس قيماً جمالية عالية حافظت على تماسك الخطوط والأشكال وترابطها. أما في نصوصه المعمارية تحديداً فتبدو الخطوط والمساحات أكثر تفصيلاً، بينما تظهر على استحياء عناصر العمارة الفنية والجمالية حيث المآذن، والقباب، والرواشين ذات الزخارف الهندسية، والأبواب، والفتحات المتنوعة، ويعكس ذلك عمله الذي أسماه "المدينة". أما في عمله " قبل الانطلاق" فنجده يعتمد "التكرار،والرص" في تنفيذه، بينما تتداخل مع الأرضية عناصر زخرفية إسلامية شكلتها خطوط متقاطعة طولية وعرضية تشبه الرسوم الفرعونية.
وعلى الرغم من أن جرافيكيات البار تقترب في بنائياتها من أعمال الحفار سامي البار إلا أنه استطاع أن يتحرر من هذه القيود ويرسم له خطاً يمثله ويخصه من خلال بحثه عن الجديد، وممارسته الفعل التشكيلي بانتظام جرياً وراء التفرد والتميز.
اضافة لما سبق نجد البار يمارس التشكيل بالخزف برغم ما يكتنفه من جهد ووقت، مع مايمكن أن يحدث للأعمال من تلفيات داخل الفرن الخزفي أثناء حرقه وخاصة في مرحلة الحريق الأولى "البسكويت". وعندما نحلل خزفياته نجد أنها تتجه نحو التجريد المموسق الذي يتحرر من القيود، ويبتعد عن روتينن التقعيد. فآنياته الخزفية غلفتها البساطة، وانسابت ألوانها في هدوء كما هو الحال في أعماله الجرافيكية. ولعل مشاركاته في عدد من المعارض المحلية، والعربية، والعالمية، إضافة إلى تخصصه في التربية الفنية جعلته يتمكن من أدواته وتقنياته فحصد العديد من الجوائز أبرزها جائزة المركز السابع في مسابقة جمعية الثقافة والفنون التشكيلية، فرع المدينة المنورة 1423/1424هـ على التوالي، جائزة المركز الثاني في مجال الجرافيك في معرض الفن السعودي المعاصر 1424هـ، جائزة المركز الرابع في مسابقة الفروسية 1426هـ. كما شارك في عدد من المعارض التشكيلية المحلية نذكر منها أغلب معارض رعاية الشباب بالمدينة المنورة، معرض الفن السعودي المعاصر، 1422هـ، معرض المقتنيات 1422هـ، معرض المناطق1423هـ، معرض ملون السعودية 1423هـ، معرض باحة الفنون 1424هـ، مسابقة زوم الفوتوغرافية التي نظمتها كلية المعلمين في أبها 1425هـ، مهرجان الجنادرية 1426هـ. أما مشاركاته الخارجية فمنها معرض بينالي القاهرة الدولي السابع في الخزف 1425هـ، مهرجان الإبداع الثاني للفنون التشكيلية في جمهورية مصر العربية 1425هـ، بينالي إيران الدولي 2004م، معرض بيت الفن في المغرب 1426هـ.

من جريدة الوطن
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005.../culture12.htm

ا لموقع الشخصي للفنان
http://www.ahmadalbarart.com