المتلقي المعاصر والموقف الجمالي وأين نحن من هذا وذاك ؟؟؟
.
مما لاشك فيه أن موسوعة التسارع والتطور العام قد شملت الفنون في مسيرتها العصرية ؛الأمر الذي جعلها

تتنوع وتؤثر على الخبرة الجمالية وصقلها مما انشأ عادات ومدارك جديدة من قبل المتلقي ؛ مما فرض على الفنان

المعاصر أن يحاول تقديم طرحا ليس جميلا وجديدا فحسب بل أن يقدمه بكامل حواسه وطاقاته الذهنية والعاطفية

مستفيداً من التطورات المعاصرة لكل أدوات الفنون وطاقاتها ؛ التي ساهمت في إيجاد موقفا جماليا جديدا للمتلقي

اليوم يختلف فيه عن المتلقي في الماضي ...

وبهذا أصبحت العلاقة بين المتلقي والأعمال الفنية ليست علاقة جمالية بحته أو علاقة استمتاع وتأمل في حدود العرض

فقط , بل تطورت هذه العلاقة إلى علاقة جوهرية تعتمد على موقف يؤكده التفاعل بين المتلقي والعمل الفني فلم يعد

المتلقي يكتفي بالقراءة الجمالية للوحة بل قرن معها قراءة الفكر المصاحب للعمل الفني ؛خاصة بعد أن أصبح البعد

الجمالي لا يقف عند الوصول إلى التأثيرات السارة والجميلة فقط في اللوحة؛ بل أصبح يشمل حالة من الشعور يبحث فيه

المتلقي عن الفكر المصاحب للوحة مما يحثه على الاكتشاف والفهم مضافا إلى التأمل والتغير المعرفي وحب الاستطلاع

والتوصل إلى الغموض في اللوحة وتوقع ما يقصده الفنان............